ضحية احتيال إلكتروني .. يرقص عارياً على الـ «يوتيوب» 05-07-2014 11:05 AM لامارات اليوم(ضوء):العالم يضيق به، يجد صعوبة في التنفس، يشعر أن حياته تنهار تماماً، يوقن أنه سيفقد وظيفته المهمة، وتتفكك أسرته، وسوف تلاحقه الفضيحة إلى الأبد.. أسئلة كثيرة تحاصره، ولا يجد لها جواباً واضحاً، ماذا يقول لابنتيه، كيف يبرر لهما ظهوره عاريا ورقصه بهذه الطريقة الفاضحة، هل تسامحه زوجته، ما هو موقف رئيسه في العمل، هل يتعاطف معه زملاؤه، يشعر بصداع رهيب، ارتفع ضغط الدم في رأسه، .. هل ينتحر؟ بدأت القصة في ساعة متأخرة من الليل حين كان «س.ل» يتابع حسابه الشخصي على شبكة «تويتر»، وتلقى إشعاراً بأن فاتنة تحمل اسماً محرضاً صارت من متابعيه، وخلال دقائق بعثت إليه رسالة شخصية تطلب منه التعارف. استدرجته بأسلوب عذب، خدرته بإيحاءات جنسية حتى تحدث بكل انفتاح عن نفسه، تباهى بوظيفته حتى يرسخ لديها انطباعاً جيداً، تفاعلت معه من جانبها، وأوهمته بأنها مطلقة وتعاني من الحرمان وتحتاج إلى من يعوضها فترة طويلة من الوحدة. من جانبه «لم يكذب خبراً»، وأفرط في الحديث عن قدراته وإمكانياته الجنسية، وعلاقاته المتعددة، غير مبال بأنه يتحدث بهويته الحقيقية من خلال صفحته الرسمية التي يتابعها كل أقاربه وأصدقائه وزملائه. انتقل الحوار بينهما إلى مرحلة متقدمة، إذا طلبت رؤيته من خلال موقع محادثة مرئية «سكايب»، لم يصدق نفسه، وسيطر عليه نوعاً من الغرور لاعتقاده بأنه أوقعها في شباكه بهذه السرعة ووافق على الفور منتقلاً إلى غرفة بعيدة عن فضول زوجته وبنتيه. لم تتحدث معه إطلاقاً حين انتقلا إلى «سكايب»، وشغلت له فلما ساخنا وهي تتلوى بملابس داخلية، وادعت عدم قدرتها على الكلام حتى لا تكتشف أسرتها، مكتفية بالكتابة مع الفيديو. قالت له أنها متعطشة لرؤيته عارياً، وطلبت منه التجرد، ففعل مثل راقصات التعري، وطلبت منه أن يرقص لها على الطريقة الشعبية في بلاده لأن هذا يزيد من لهفتها ورغبتها، فاستجاب لأوامرها حرفياً حتى أرهقه الرقص والاستعراض. ساد الصمت دقائق قليلة، فقلق من غيابها وسألها عن السبب فأرسلت إليه رابط على يوتيوب، وطلبت منه مشاهدته، فاستجاب لها بكل همة معتقداً أن هذا جزء من العرض الساخن، لكنه فوجيء بكارثة هبطت عليه كالصاعقة. فوجىء بفلم كامل له وهو يرقص ويستعرض عارياً، ارتبك، شعر بالرعب، سأل بكل سذاجة «ما هذا .. هل اتفقنا على التصوير؟ رد الطرف الآخر بكل صرامة : »انظر، أنا لا أريد إيذائك على الإطلاق، الفيديو الذي شاهدته الآن محجوز، ولا يمكن لأحد مشاهدته سوانا، ولم أفعل ذلك إلا لحاجتي الشديدة إلى المال، وكل ما أطلبه هو 2000 درهم فقط، أرسلها من دون الخوض في مزيد من التفاصيل حتى تتجنب الفضيحة. أرسلت إليه اسما لرجل في المغرب ورقم هاتفه حتى يحول إليها المبلغ، محذرة من المماطلة لأن لديها وسائل عقابية متنوعة سوف يندم لو لجأت إليها. أغلق نافذة المحادثة، ودقات قلبه تتسارع بشدة، عجز كلياً عن التصرف والتفكير، مرت ليلة، وفي اليوم التالي تلقى اتصالاً هاتفياً من رقم يبدأ بكود المغرب، لم يرد من الخوف. تلقى رسالة نصية مفادها «سوف تندم إذا لم ترد» وتكرر الاتصال، فرد من دون تردد واعتذر عن عدم الرد في المرة الأولى بسبب وجوده بين زملائه، لكن فوجيء بأن رجلاً يرد عليه، وأيقن أن المرأة التي ظن أنه يتحدث معها شخصية وهمية، وأنه وقع ضحية محتال إلكتروني محترف. قال له المحتال بكل صرامة «لا يمكنك الهروب، لقد أنشأت حساباً باسمك على (تويتر) و(فيس بوك)، وأضفت كل أصدقائك، وسوف أنشر فيديو وصور لك في جميع الأوضاع، وسوف تلاحقك الفضيحة في كل مكان، ولا يوجد أمامك حل سوى أن تدفع المبلغ الزهيد الذي أطلبه منك قبل أن أضاعفه وأتحول إلى كابوس يدمر حياتك، أمامك ساعة واحدة ليصلني إشعار بأن لدي حوالة مالية، وأغلق الخط». لم يدر ماذا يفعل، هل يبلغ الشرطة، مستحيل .. ماذا يقول، سوف يتحول إلى مادة صحفية في اليوم التالي، فتح موقع الـ«يوتيوب» وشاهد الفيديو مجدداً، ثم توجه صاغراً إلى شركة الصرافة وحول المبلغ إلى المحتال . 0 | 0 | 8
مشاركة :