القاهرة: «الشرق الأوسط» جرى اكتشاف مقبرة أثرية عمرها نحو 5600 سنة بمحافظة أسوان في أقصى جنوب البلاد، وترجع إلى ما قبل 500 سنة تقريبا على توحيد البلاد في حكم مركزي على يد الملك مينا نعرمر مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى، حسب بيان لوزارة الآثار بمصر. وكان علماء المصريات والمؤرخون قد قسموا تاريخ مصر إلى فترة مبكرة تزيد على أربعة آلاف عام قبل الميلاد ولم يؤرخ لها، ثم توحدت مصر جغرافيا وإداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد على يد الملك مينا. وفي عصر بطليموس الثاني الذي حكم مصر تقريبا بين عامي 284 و246 قبل الميلاد، قسم الكاهن مانيتون، أشهر المؤرخين المصريين، تاريخ مصر إلى 30 أسرة حاكمة منذ توحيدها حتى الأسرة الثلاثين التي أنهى حكمها الإسكندر بغزو مصر عام 332 قبل الميلاد، حسب تقرير لـ«رويترز». وقال علي الأصفر، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، في البيان، إن المقبرة اكتشفتها البعثة البريطانية بالتعاون مع وزارة الآثار بمدينة هيراكونبوليس القديمة في منطقة الكوم الأحمر مركز إدفو وعثر فيها على مومياء صاحب المقبرة وتمثال من العاج يبلغ ارتفاعه 32 سنتيمترا ويجسد رجلا له لحية «ويعد من التماثيل الفريدة... ربما يمثل صاحب المقبرة بوجه ذي لحية أو ربما يجسد إحدى إلهات الحماية». وأضاف أن المعاينة المبدئية للمومياء تشير إلى وفاة صاحبها في سن مبكرة لا تزيد على 20 سنة. وتابع أن هذا الكشف سيسهم في معرفة «المزيد من التفاصيل» عن العقيدة المصرية القديمة والعادات الجنائزية التي كانت سائدة في تلك الفترة. وقال رينيه فريدمان، رئيس البعثة، في البيان، إن المقبرة التي «لا تزال تحتفظ بمقتنياتها»، ومنها عشرة أمشاط من العاج وعدد من الأدوات والأسلحة، ستوفر معلومات جديدة عن الشعائر التي كانت سائدة آنذاك، «كما تعكس حجم مشاعر الاحترام والتقدير التي كان يكنها أصحاب عصر بداية الأسرات لأجدادهم في العصور السابقة».
مشاركة :