الغيرة على الأعراض تحمي المجتمع من الانهيار

  • 4/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة الدكتور محمد حسن المريخي أن الدين هو سفينة النجاة وطريق السلامة من الغرق والهلاك، خاصة في الأزمنة التي امتلأت بالفتن وكلما ذهبت فتنة تبعتها أختها بأشد منها ظلمة وغربة. ودعا، في خطبة صلاة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أمس، إلى التمسك بالدين والعمل بسنة سيد المرسلين التي فيها الفوز والتمكين ودوام النعم وذهاب النقم وانقشاع الغمة. وحذر من التغيير السيئ والتبديل المضر، قائلا: في هذه الأثناء "لا تغيروا هدي رسول الله فتتغير عليكم النعم وتغادر ساحاتكم المنن وتحل مكانها النقم، فما غيّر أحد نعمة الله عليه من بعد ما جاءته إلا وندم وخسر خسراناً مبيناً.. لا يغرنكم كثرة المبدلين والراكضين والمستجيبين لدعاة جهنم، فإن أكثر الناس لا يعلمون وأكثرهم لا يؤمنون ولا يشكرون". وأكد أن الغيرة على الأعراض نعمة يمتن الله بها على عبده المؤمن وهي نعمة يتميز بها المسلم الموحد على غيره من بني البشر، فلا توجد إلا عند المسلم، أما غيره فلا غيْرَة عندهم، إنها صفة إيمانية يكتسبها المسلم بعد إذن الله تعالى بإيمانه وإسلامه وكلما زاد إيمان العبد كلما ازدادت غيرته على عرضه وحرص على شرفه. وذكر أن الغيرة شعور إيماني يدفع صاحبه من داخله ويحرك ضميره ويأمره بالمسارعة إلى ستر عرضه وحماية وستر عوراته وحراستها أبداً ما بقى في هذه الحياة. خلق كريم وأضاف أن الغيرة على الأعراض اتصف بها الأنبياء والمرسلون والأئمة والصالحون والمسلمون أجمعون، بل اتصف بها الله تعالى اتصافاً يليق بجلاله وكماله.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه). ولفت إلى أن الغيرة خلق كريم وأدب عظيم وشيمة ومروءة ومنّة من الرحمن الرحيم وبرهان على الإيمان والاستظلال بظلال القرآن والإسلام، وهي عند الذكور والإناث على حد سواء فكما يوجد الغيورون فإنه توجد الغيورات على أعراضهن من المسلمات المؤمنات، يغرنَ على بناتهن وأبنائهن وأزواجهن وأرحامهن، لكن الغيرة قد يكون فيها إفراط وتفريط، وإنما نعني هنا الغيرة المعتدلة التي تبني ولا تهدم وتنتج ولا تفضح وتعالج ولا تسقم. دنيا المسلمين وأضاف أنه في دنيا المسلمين من أراد الغيرة بغير ما أنزل الله تعالى فأساء وهدم، وهذا الذي بناها على الشكوك والظنون والطعون وبالقوة والعضلات فخر عليهم السقف من فوقهم فانهدم البنيان وتفرقت الأسرة وتيتم الأبناء، وهذا قد زاد من مشاكل المجتمع وحمل المسلمين أثقالاً مع أثقالهم. ولفت إلى أن البعض يحسب أن الغيرة إنما تكون بالظنون، فيبدأ متجسساً متحسساً متشككاً متتبعاً للعثرات متربصاً للأخطاء. وأكد أن هذا السلوك مرفوض شرعاً فما بنى الإسلام الأسرة على الشكوك ولا أقام أركان المجتمع على التجسس ولكن على الثقة والمعاملة الحسنة والاحترام المتبادل. توجيه الشاب وذكر خطيب الجمعة أن رسول الله علم أمته الغيرة من خلال توجيه الشاب الذي جاءه يطلب منه الإذن في الزنى، يقول "إئذن لي في الزنى، فأقبل عليه الناس يزجرونه فقربه رسول الله منه، وأخذ يناقشه يقول له: أتحبه لأمك، قال: لا والله جعلني الله فداك، فيقول له: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم.. قال: أتحبه لابنتك؟ قال لا، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، فما زال معه يستعرض له المحارم ويقول له: أتحبه لأختك، لعمتك، لخالتك، والشاب يجيبه: لا يا رسول الله حتى أقنعه بخطئه وأفهمه أن الغيرة التي يجدها في نفسه على محارمه فإن الناس يجدونها في أنفسهم على محارمهم، ثم دعا له: اللهم اشرح صدره وطهر قلبه وحصن فرجه". وأكد أن الغيرة على الأعراض والحرص على ستر العورات ومدارات السوءات حماية للمجتمع من الانهيار والعقوبة الربانية، فالمجتمع الذي لا يغار على حرماته ويسمح بكشف عوراته، مجتمع فتح الباب على مصراعيه لتدخل عليه الخبائث والفسوق والأمراض وسوء الأخلاق. وشدد على تجنب التبرج والسفور وكشف العورات والسكوت عليها، ولا نزلت الأمراض المستعصية إلا من بعد ما انكشفت العورات وحدثت الفواحش والتردي في واد الشهوات. وأكد أن المجتمعات التي تراقب الله تعالى وتخشاه وتتوب إليه وتستغفره لهي مجتمعات تنشد الأمان والسلامة وهي مجتمعات مرحومة آمنة مستقرة، يقول تعالى (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين). وأعرب عن حزنه لتفريط البعض من المسلمين في الغيرة على الأعراض وأرخوا الحبل قليلاً كما يظهر في دنيا النساء في الأعراس والأفراح والاحتفالات وحتى ظهرت بعض النساء بملابس التفرنج المفصلة والشفافة ومخالطة الرجال وغير هذا كثير. وقال إن هذا السلوك خطر كبير عليهم لأن المرء إذا لم يتب من ذنبه ويرجع عن غيه وإلا يعاقبه الله في الدنيا قبل الآخرة بالختم على قلبه ولا يزال المرء يرخي حباله حتى تنفلت من يده فينهار ويذهب.

مشاركة :