شنت فصائل المعارضة السورية، أمس، هجوما على آخر مواقع قوات النظام على أطراف حي المنشية في مدينة درعا، بأقصى جنوب سوريا، وتمكنت من السيطرة على نقاط جديدة بعد نحو شهرين من إطلاق معركة «الموت ولا المذلة». وفي المقابل، كثّف النظام قصفه على مناطق الغوطة الشرقية بضواحي العاصمة دمشق وفي محافظة إدلب (شمال غربي البلاد)، واستمرت الاشتباكات في غرب محافظة ريف دمشق. وأمس، أعلنت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» لفصائل المعارضة، سيطرتها على 3 مواقع جديدة لقوات النظام في حي المنشية بدرعا البلد، بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وأفاد بيان لغرفة العمليات، نشرته على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي بأن «اشتباكات عنيفة خاضها الثوار اليوم (أمس) على جبهات حي المنشية، في سعيهم للسيطرة على كامل الحي. فاستهدفوا بخرطوم متفجر مواقع قوات النظام وميليشياته فيما تبقى لهم من نقاط يتحصنون بها في حي المنشية، ليسيطروا بعد ذلك على كل من (المقسم، ومقر العقيد فراس، ومقر العقيد طلال)، ضمن معركة (الموت ولا المذلة)». وبينما قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما بين 20 و25 في المائة من مساحة المنشية ما زالت تحت سيطرة النظام، بعدما كان نصف مساحة الحي خاضعا له»، قال «أبو شيماء» الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» لموقع «كلنا شركاء»، إنه «عقب كل مرحلة يتم رصد المستجدات، وما تبقى من مساحة حي المنشية ليس عصيّا على غرفة العمليات، لكن بعد كل تقدم نقوم بالرصد قبل البدء بالعمل كما هو الحال الآن، وقريباً عند انتهاء عملية الرصد سنرى المنشية محررة بالكامل». كذلك، قال قائد عسكري في غرفة «البنيان المرصوص» لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «فصائل المعارضة سيطرت على كتلة الإرشادية وحاجز مدرسة معاوية، آخر نقاط لقوات النظام والميليشيات التابعة لهم في حي المنشية، على أطراف حي سجنة بدرعا البلد، الجمعة، بعد هجوم شنته الفصائل ظهرا». وأكد القائد العسكري، الذي طلب إغفال اسمهـ أنه «بعد إتمام السيطرة على حي سجنة يصبح حي درعا البلد تحت سيطرة الثوار بشكل كامل، وبذلك فُتحت بوابة تحرير مدينة درعا، ولن يكون للنظام أي وجود عسكري جنوب وادي الزيدي، الذي يفصل حي درعا البلد عن درعا المحطة». وكانت الاشتباكات قد استمرت أمس على وقع القصف المكثف من قبل النظام، بحيث نفذت الطائرات الحربية 11 غارة على مناطق في مدينة درعا - كبرى مدن الجنوب السوري بعد دمشق - ترافق مع سقوط ما لا يقل عن 10 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، ما أدى إلى مقتل عنصر من الدفاع المدني، بحسب «المرصد». وفي محافظة ريف دمشق، قصفت الطائرات الحربية التابعة للنظام مناطق في بلدات عدة بالغوطة الشرقية، ما أدى لأضرار مادية ومقتل عنصر من المعارضة، خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وهذا في موازاة المعارك على محور مغر المير وضهر الأسود بريف دمشق الغربي، بحسب «المرصد». أيضاً أشار «المرصد» إلى أن قصف النظام أسفر عن وقوع 3 جرحى في مدينة دوما، كما قتل رجل وزوجته وهما نازحان من بلدة العبادة، وسيدة في بلدة حمورية. وفي الشمال السوري، نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في بلدة محمبل بمحافظة إدلب، وقتلت سيدة وطفلان ورجل، وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف الطائرات الحربية صباحا على مناطق في قرية السكرية بأطراف مدينة جسر الشغور في المحافظة نفسها، بحسب «المرصد».
مشاركة :