«إعلان البحرين» يرفض الاستغلال السياسي للأديان ويؤكد على ثقافة العيش المشترك

  • 5/8/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم مؤتمر حوار الحضارات والثقافات أعماله في المنامة أمس، وأطلق "إعلان البحرين" الذي تضمن البيان الختامي والتوصيات. وأشاد المؤتمرون بما تضمنته أوراق العمل والمقترحات التي نوقشت لدعم ثقافة الحوار من أجل تحالف حضاري يحقق العيش المشترك بين بني البشر على تنوعهم وتعدد ثقافاتهم وخياراتهم الفكرية والدينية والروحية، واستحضروا في إعلان البحرين "كامل رصيد الجهود السابقة، والمبادرات التي أطلقتها الشخصيات والمؤسسات العديدة من أجل نشر ثقافة العيش المشترك والاحترام المتبادل، والتسامح القائم على التفاهم والتعارف بين الأفراد والثقافات والأديان والحضارات؛ إشاعةً لقيم العدل والسلام في نطاق سيادة القانون ومرجعية مواثيق الأمم المتحدة إطارًا شاملاً للعلاقات الدولية. ونص إعلان البحرين على عدة توصيات من بينها أن الإنسانية هي الأصل المشترك الذي يجمع البشر جميعاً على اختلاف ألوانهم وأعراقهم ولغاتهم وتوجهاتهم الفكرية والثقافية والدينية والروحية. وشدد الإعلان على أن الحوار هو القاعدة والأداة والرافعة التي تحمل مسؤولية ترسيخ وحدة الإنسانية في إطار تنوعها واختلافها وتعددها؛ تحقيقًا للسلم والأمن والعدالة والتنمية والمساواة والحرية والديمقراطية. كما حث الإعلان على أن التشجيع بجميع الوسائل المتاحة على ثقافة الحوار والمعرفة المتبادلة هو من صميم التحالف الحضاري المنشود. وأشار إلى أن جميع أشكال خطابات الكراهية هي ممارسات منافية لحقوق الإنسان، تتعارض مع المدنية وتجافي الحضارة، فهي تصدر عن علاقة بالآخر يحولها الجهل به إلى كراهية، وهي لا تؤدي إلا إلى الإقصاء والتمييز، وإلى التشجيع على التعصب والتطرف والإرهاب، والدعوة إلى الانغلاق بدل الحوار، وإلى العنف بدل السلام، وإلى التباغض بدل التعاون والتحالف. وشدد على أن الاستغلال السياسي للأديان والحضارات بالتشجيع على تكريس العقليات الفئوية والعنيفة وغير المتسامحة هو مدخل للتشويش على الحوار الحضاري لكل مجهودات التضامن الحضاري تحت راية القيم المشتركة، وطريق للتدخل في الشؤون الداخلية للمجتمعات والدول ذات السيادة، وتعطيل للتنمية، وغلق لأبواب التطور السياسي الطبيعي للمجتمعات بتكريس منطق التصلب والمغالبة وأشكال المحاصصات السياسية، بدل منطق التسامح والتعاون والولاء المشترك للوطن. ودعا إعلان البحرين كذلك إلى أن تعمل السياسات الثقافية والتعليمية والإعلامية بكافة صيغها المشروعة على أن تذكي في مجال المعتقد روح الاعتدال والوسطية، وإشاعة ثقافة العيش المشترك في نطاق احترام سلامة الأوطان، والعمل على تعزيز علاقة الإنسان بالإنسان في إطار التكريم الإلهي للبشر جميعًا. وأشار إلى أن حقوق الإنسان لما كانت هي الإطار القانوني والأخلاقي للعلاقات بين الأمم والشعوب لا يمكنها أن تكتسب نجاعتها وفاعليتها إلا في حدود معايير موحدة في التطبيق العملي بين الحضارات كافة. ودعا المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان "الحضارات في خدمة الإنسانية"، إلى أن تعمل السياسات الوطنية والمحلية في كل أنحاء العالم، ومن خلال برامج التربية والثقافة والمقاربات الإنمائية التي ترتكز على حقوق الإنسان في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب، ومن خلال المنظومات التشريعية، والسياسات التنموية عامة، على التواؤم مع غايات الحوار الحضاري خدمةً للإنسانية، وخاصة مبادئ قيمة الإنسان وكرامته مهما كان لونه أو عرقه أو لغته أو معتقده أو جنسه.

مشاركة :