عشرات القتلى بانفجارات استهدفت المهجّرين من كفريا والفوعة

  • 4/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انفجرت قنبلة في قافلة حافلات كانت تنتظر الدخول إلى مدينة حلب السورية اليوم (السبت) ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص ممن تم إجلاؤهم من قريتين مواليتين أمس بموجب اتفاق بين الجانبين المتحاربين. وتأجل تنفيذ الاتفاق ما أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأشخاص عند نقطتي عبور على مشارف المدينة قبل وقوع الانفجار وذلك بعد نقلهم من مناطق يحاصرها النظام ومناطق تحاصرها المعارضة المسلحة. وقالت وسائل إعلام موالية للنظام السوري إن مهاجماً انتحارياً فجر سيارة مفخخة وقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عدد القتلى 24 على الأقل. وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام جثثاً على الأرض بجانب الحافلات المحترقة التي تحطمت نوافذها فيما تصاعد الدخان الأسود الكثيف من عربات تحترق. ووقع الانفجار في منطقة الراشدين الواقعة على مشارف حلب. وكانت الحافلات تنتظر منذ أمس للعبور من منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة إلى المدينة نفسها التي يسيطر عليها النظام. وكانت الحافلات تنقل سكاناً ومقاتلين موالين للنظام من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل المعارضة المسلحة في محافظة إدلب القريبة. وكانوا غادروا بموجب اتفاق تم بموجبه أيضاً منح المئات من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم ممراً آمناً من مضايا وهي بلدة يحاصرها النظام قرب دمشق. لكن تنفيذ الاتفاق تأجل ما جعل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم عالقين عند نقطتي عبور على مشارف حلب منذ وقت متأخر أمس. وكان سكان قريتي الفوعة وكفريا ينتظرون في منطقة الراشدين بينما كان مقاتلو المعارضة وسكان مضايا القريبة من دمشق ينتظرون عند موقف حافلات الراموسة الواقع على بعد بضعة أميال. وكان من المقرر نقلهم إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وسمع السكان الذين ينتظرون في موقف الراموسة الانفجار وقالوا إنهم يخشون من هجمات انتقامية تقوم بها الميليشيات الموالية للنظام. ووزعوا بياناً على وسائل التواصل الاجتماعي يناشدون فيه المنظمات الدولية التدخل للحيلولة دون تصاعد الموقف. وذكر «المرصد» أن التخوف يسود في أوساط المهجَّرين من مدينة مضايا والذين يبلغ عددهم حوالى 2200 شخص من ضمنهم حوالى 400 مقاتل، من قيام قوات النظام والميليشيات الموالية لها، بعمليات انتقام من المهجرين من مضايا، والذين ينتظرون منذ منتصف ليل الجمعة - السبت في أطراف مدينة حلب، في ترقب لاستكمال عملية نقلهم إلى محافظة إدلب. وأكدت مصادر لـ «المرصد السوري» أن «التخوف جاء على خلفية التفجيرات عند تجمع حافلات الفوعة وكفريا، والتي تضم 75 حافلة وحوالى 20 سيارة إسعاف على متنها حوالى خمسة آلاف شخص بينهم ما يقرب من 1300 من المسلحين الموالين للنظام». والاتفاق من بين اتفاقات عدة تم التوصل إليها في الأشهر الأخيرة واستعادت بمقتضاها حكومة الرئيس بشار الأسد السيطرة على مناطق حاصرتها لفترة طويلة قواتها وحلفاؤها. وقال «المرصد» إن تأخير تنفيذ الاتفاق يرجع إلى عدم السماح بعد بالخروج الآمن لمقاتلي المعارضة في بلدة الزبداني التي يشملها الاتفاق وتقع قرب دمشق. وقال ناشط من المعارضة إن مقاتلي المعارضة أرجعوا التأخير لأسباب منها أن عدد المقاتلين الموالين للنظام الذين غادروا القريتين أقل من المتفق عليه. وفي منطقة الانتظار خارج حلب حيث تقف الحافلات من الفوعة وكفريا قال أحد السكان إنه ليس متأكداً بعد من المكان الذي ينتقل للعيش فيه. وأضاف مهدي طحان «بعد حلب سأرى ما ستفعله باقي المجموعة إن كانت هناك أي استعدادات. منزلي وأرضي وممتلكاتي كلها في الفوعة». * «لم يكن هناك خيار» وقال أحد سكان مضايا الذي كان يتحدث من مرأب الحافلات في حلب إن الناس ينتظرون هناك منذ وقت متأخر من مساء أمس ولم يسمح لهم بالمغادرة. وقال أحمد البالغ من العمر 24 عاماً «لا توجد مياه شرب أو طعام. مرأب الحافلات صغير ومن ثم ليست هناك مساحة كافية للحركة. نشعر بالحزن والغضب مما حدث... كثيرون يشعرون أنهم أرغموا على الرحيل». وتابع «في نهاية الأمر لم يكن هناك خيار، كنا محاصرين داخل منطقة صغيرة في مضايا». وتقول المعارضة السورية إن اتفاقات الإجلاء، التي تشمل مناطق في حلب ومنطقة في مدينة حمص غرب البلاد، بمثابة نزوح إجباري لمعارضي الأسد من مراكز حضرية رئيسة في غرب سورية. وتقول المعارضة إن الاتفاقات تسبب تغييراً سكانياً. وتساند روسيا الأسد عسكرياً كما تسانده ميليشيات طائفية من إيران وأفغانستان والعراق إضافة إلى ميليشيا «حزب الله» اللبناني في الصراع السوري الدائر منذ ست سنوات. وللأسد الغلبة العسكرية على مقاتلي المعارضة في الغرب بفضل التدخل الروسي في 2015 على رغم أن مسلحي المعارضة ما زالوا يشنون هجمات ويحققون مكاسب في بعض المناطق.

مشاركة :