استفتاء حاسم حول تعزيز صلاحيات أردوغان في تركيا

  • 4/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الناخبون الأتراك الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على تعديلات دستورية تتضمن توسيع صلاحيات الرئيس أردوغان، في ظل مخاوف من أن تؤدي التعديلات إلى الحد من دور البرلمان وتسييس القضاء وتركيز السلطات في منصب واحد. بدأ الأتراك الإدلاء بأصواتهم الأحد (16 نيسان/ أبريل 2017) في استفتاء تاريخي حول تعديلات دستورية تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان. ويصوت حوالي 55.3 مليون ناخب بين الساعة الرابعة صباحاً والساعة الواحدة ظهراً بتوقيت غرينتش في شرق تركيا، ومن الساعة الخامسة صباحاً إلى الساعة الثانية ظهراً بتوقيت غرينتش في بقية أنحاء البلاد، في استشارة شعبية حول جعل نظام الحكم رئاسياً لا تبدو نتائجها محسومة. وقال أردوغان بعد سلسلة طويلة جداً من التجمعات الانتخابية السبت: "غداً ستتخذ تركيا واحداً من أهم القرارات في تاريخها". وتؤكد الحكومة أن هذا التعديل لا بد منه لضمان استقرار البلاد ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. لكن المعارضة ترى فيه جنوحاً إلى الاستبداد من قبل رجل تتهمه بإسكات كل صوت منتقد، خصوصاً منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/ يوليو الماضي. وبينما حاولت مختلف الأحزاب كسب أصوات المترددين السبت في الساعات الأخيرة من الحملة التي انتهت عند الساعة السادسة (الثالثة ظهراً بتوقيت غرينتش)، بدا أردوغان واثقاً من الفوز. وقال أردوغان السبت "إن شاء الله سيكون غداً يوم عيد لتركيا، غدا تتخذ تركيا أحد أهم القرارات في تاريخها"، داعياً الأتراك إلى التوجه بكثافة إلى مراكز الاقتراع. وأضاف "النتائج تبدو جيدة لكن ذلك يجب ألا يجعلنا نتكاسل. إن نعم قوية ستشكل درساً للغرب" وذلك بعد كان انتقد بانتظام الاتحاد الأوروبي أثناء حملته. ناخبون في إنتظار دورهم أمام مكتب إقتراع بديار بكر، ويبدو أمامه أيضا تمثال نصفي لأتاتورك الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي صرح أردوغان أن ترشيح تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي المجمد منذ سنوات، سيُطرح مجدداً بعد هذا الاستفتاء. كما أطلق الجدل مجدداً حول إعادة العمل بعقوبة الإعدام التي تعارضها المفوضية الأوروبية. وفي هذا السياق قال زعيم أكبر أحزاب المعارضة حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) كمال كيليش دار اوغلو في تجمع قرب العاصمة السبت "هل تريد (تركيا) الاستمرار في ديمقراطيتها البرلمانية أم الانتقال إلى نظام حكم بيد رجل واحد؟". وشبه النظام الذي تريده سلطات أردوغان بـ"حافلة بدون مكابح لا تعرف وجهتها". ونددت المعارضة في الأسابيع الأخيرة بحملة غير منصفة مع هيمنة واضحة لأنصار أردوغان في الشوارع ووسائل الإعلام. واضطر حزب الشعوب الديمقراطي خصوصاً إلى القيام بحملته فيما يقبع أحد رئيسيه ونوابه في البرلمان في السجن بتهمة صلات مع حزب العمال الكردستاني. وتخضع تركيا لحالة الطوارئ منذ الانقلاب الفاشل. وقد أُوقف بموجبها 47 ألف شخص وسرح أو كفت يد مائة ألف آخرين. أردوغان يريد نظاما رئاسيا في تركيا "لمواجهة التحديات الإقتصادية والأمنية" حملة مضطربة للحزب الحاكم من جهة أخرى شهدت الحملة بعض الاضطرابات للحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الذي يدعم مع حزب العمل القومي هذا المشروع. وهذا التحالف ضروري لكنه يبقى هشاً، إذ أن القوميين منقسمون بشأن هذا التعديل الدستوري. واضطر الرئيس أردوغان الجمعة لطمأنة حلفائه القوميين بعدما اتهم زعيم حزب العمل القومي دولت بهجلي أحد مستشاري أردوغان بأنه أعلن أن الفدرالية احتمال قائم بعد الاستفتاء. وقال الرئيس التركي: "لا يوجد شيء من هذا القبيل". ويعارض حزب العمل القومي أي شكل من أشكال الفدرالية يمنح المناطق الكردية في جنوب شرق تركيا نوعا من الحكم الذاتي. وأوردت وسائل الإعلام التركية أن جميع مستشاري ووزراء حزب العدالة والتنمية اضطروا لإلغاء كل مشاركاتهم التلفزيونية في الساعات الأخيرة للحملة لتفادي ارتكاب أي هفوة. ويشغل الأمن حيزاً كبيراً في تنظيم الاستفتاء خصوصاً بعد أن دعا تنظيم "داعش" عبر إحدى وسائل الترويج له إلى تنفيذ هجمات على مكاتب الاقتراع الأحد. وبحسب وكالة دوغان للأنباء فإن 49 جهادياً تم توقيفهم في اسطنبول هذا الأسبوع. وأُوقف 19 الثلاثاء في أزمير (غرب) للاشتباه في تحضيرهم لأعمال لعرقلة سير الاستفتاء. وشهدت تركيا سلسلة غير مسبوقة من الهجمات في الأشهر الأخيرة تم تحميل مسؤوليتها إلى مقاتلي تنظيم "داعش" والمقاتلين الأكراد. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن حوالي 33 ألفاً و600 شرطي سينتشرون الأحد في اسطنبول لضمان حسن سير الاقتراع. وشغل أردوغان (63 عاماً) منصب رئيس الوزراء بين 2003 و2014 قبل أن ينتخب رئيساً وهو منصب فخري إلى حد كبير في النظام البرلماني المعتمد في تركيا. وفي حال الموافقة على التعديلات الدستورية سيصبح النظام رئاسياً ويمكن لأردوغان البقاء في السلطة حتى 2029. ع.غ/ م.س (آ ف ب، د ب أ)

مشاركة :