إعداد: وائل بدر الدين حد إغلاق الأسواق الأوروبية والأمريكية يوم الجمعة العظيمة، من الخسائر التي كان من المتوقع أن تتواصل وتتفاقم في أسبوع من التوترات السياسية المتراكمة من سوريا إلى كوريا الشمالية، وسط تضارب التوقعات للأسبوع المقبل بعد عطلة عيد الفصح. شهدت أسواق الأسهم العالمية أسبوعاً متقلباً وعاصفاً بسبب عدد من الأسباب التي كان أهمها التوترات الجيوسياسية التي تشهدها عدة مناطق في العالم، خصوصاً التوتر الكبير بين كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن أن النتائج الربعية لبعض البنوك لم تسعف مؤشرات الأسهم الأمريكية عند إغلاق تداولاتها الأسبوعية مبكراً يوم الخميس، وكان الين الياباني المستفيد الأكبر من هذه الظروف التي أثرت بشدة في أسواق الأسهم في كل من أوروبا والولايات المتحدة.وكانت التكهنات المرتبطة بمستقبل الدولار محور اهتمام المراقبين، بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص العملة. كما تركز الانتباه على الضربة الأمريكية على أفغانستان، والتي تأثرت معها الأسواق العالمية بشكل كبير، علاوة على موضوع الانتخابات الفرنسية التي لعبت أيضاً دوراً كبيراً على الهبوط بالأسواق حول العالم.وأغلقت المؤشرات الأمريكية تداولاتها بتراجع جماعي، حيث هبط مؤشر ستاندرد آند بورز «اس آند بي 500» القياسي ب0.75% على أساس أسبوعي للمرة الثالثة خلال 4 أسابيع، ولم تساعد النتائج الربعية الإيجابية لبعض البنوك الأمريكية الكبرى على إنعاش البورصات في خضم التوترات الجيوسياسية التي تعتري العالم. وتراجعت أيضاً المؤشرات البريطانية تماشياً مع التوجه الهبوطي في الأسواق حول العالم، حيث أغلق مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» البريطاني تداولاته بتراجع بلغ 2.83%، قبل عطلة عيد الفصح، فيما أنهى مؤشر FTSE 250 الذي يضم الأسهم ذات رؤوس الأموال المتوسطة بأداء جيد نسبياً. إغلاقات أوروبا وفي أوروبا، أغلق مؤشر «يوروفيرست 300» القياسي تداولاته الأسبوعية بانخفاض بلغ 2.66% نتيجة للضعف الذي لازم أداء أسهم القطاعات المالية والطاقة المدرجة في المؤشر، قبل أسبوع من الانتخابات الفرنسية الأسبوع القادم. وفي آسيا هبط مؤشر «نيكاي 225» الياباني وأنهى تداولاته الأسبوعية ب 1.07% بعد القوة الكبيرة التي اكتسبها الين، والتي أضرت بالشعور العام لما يتعلق بآفاق صادرات الدولة.وتأثر الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ في خضم معمعة الأسواق الأمريكية، بعد أن صرح الرئيس دونالد ترامب أن العملة تزداد قوة، وأنه يفضل أن تكون أسعار الفائدة منخفضة، وهي التصريحات التي هبطت بالعملة فوراً مقابل العملات الرئيسية الأخرى في العالم، على الرغم من أن ذلك التراجع لم يتعد اليوم الواحد في تداولات الثلاثاء. وقال محللون إن تلك التصريحات كان الهدف منها إنعاش العملة، إلا أنها أدت إلى نتائج مغايرة لأنها لم تستند إلى محركات أساسية تدعمها.وهبط الدولار عقب التصريحات يوم الأربعاء إلى أدنى مستوى له منذ 5 أشهر مقابل الين الياباني نتيجة للتصريحات التي وصفها مراقبون بالكارثية، بيد أنه استعاد بعضاً من قوته قبل الإغلاق الأسبوعي بارتفاع طفيف بلغ 0.1%. كما هبط اليورو بمقدار 0.4% مقابل الدولار يوم الخميس ليبلغ 1.0618 دولار، بيد أنه سجل ارتفاعاً أسبوعياً بعد أن بلغ الأسبوع الماضي 1.0588 دولار. وقد عزز الارتفاع الكبير للين الياباني خلال الأسبوع الماضي من مكانته كملاذ آمن في الأوقات الصعبة التي تكون فيها الأوضاع الجيوسياسية غير مستقرة، وهي نفس المكانة التي تتشارك فيها العملة مع الذهب والسندات الحكومية الأمريكية والألمانية.وارتفاع الذهب إلى 1288 دولاراً للأوقية يوم الخميس، منهياً أسبوعه بارتفاع بلغ 2.8%، في أعلى مستوى له منذ 5 أشهر، فيما تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات ال 10 سنوات بمقدار 6 نقاط أساس في تداولات الخميس، و14 نقطة أساس طوال ألأسبوع، وتماشى مع ذلك العائد على السندات الحكومية الألمانية ذات ال 10 سنوات الذي تراجع ولكن بمعدل طفيف بلغ 4 نقاط أساس عند الإغلاق. وعانت أسعار النفط العالمية أسبوعاً متقلباً للعديد من الأسباب التي تمحورت حول الآثار التي ارتبطت بإمكانية خفض الإنتاج من جانب بعض المنتجين الرئيسيين، بيد أن خام برنت القياسي سجل ارتفاعاً أسبوعياً بمقدار 1.2% ليبلغ 55.89 دولار.
مشاركة :