تعتقد الدكتورة أريج داغستاني الأخصائية الاجتماعية في مركز إيلاف للاستشارات الأسرية، ببراءة التعارف التقني باعتباره وسيلة ونحن من يضع وينفذ الأهداف للوصول إلى الغايات. وترى أن تعارف الأشخاص عبر وسائل التقنية الحديثة بريء حتى تثبت إدانة مستخدميها بالفساد، بمعنى أن تظهر مؤشرات الحد الفاصل يبن الصواب والخطأ التي تخل بمقياس ميزان الحياة، وهي تختلف من شخص لآخر، بحسب شخصية الإنسان والثوابت التي تربى عليها من معتقدات دينية وأخلاقية وثقافية واجتماعية، فهناك من لا تتعدى حدود العلاقة عنده شاشة الحاسب، ومنهم من يخرجها إلى الهاتف أو الجوال الخاص ومنهم من يوصلها إلى حد الالتقاء والوقوع في المحظور والمحرمات، وهذا أيضا يعتمد على نوعية العلاقة والنوايا المعقودة بها، إن كانت زواجا، أو صداقة، أو تبادلا معرفيا وثقافيا أو البحث عن العلاقات الجنسية أو العاطفية. ولفتت داغستاني إلى أن هناك فرقا بين الخطأ والخطيئة، والمسافة بين الأمرين شاسعة، وأن الاستمرار والتمادي في الخطأ هو الذي يوصل إلى الخطيئة، وسوء فهم بعض الأشخاص وتحديدا الأزواج ما يقود الزوجين إلى انتهاك حرمة وخصوصية بعضهما البعض وتبادل التهم والشكوك، ما يوصل الأمور بينهما إلى حد الانفصال، وكذلك الحال في علاقات غير المتزوجين، فهي ليست جميعها سيئة أو مشبوهة فالإنسان هو من يحدد نوعية العلاقة وغايتها، ففي نهاية الحديث ثبتت براءة التعارف التقني ووجه الاتهام إلى مستخدميه لأنه وسيلة ونحن من يضع وينفذ الأهداف للوصول إلى الغايات.