أصبحت مجتمعاتنا تعاني غربة باتت من واقعنا.. غربة رغم ما فيها من مقومات وعوامل الترفيه والتسلية.. ولكن.. عندما ندخل البيت نجد من فيه يعيش عالمه مع الهاتف النقال، وعلى المائدة رفيق الملعقة التي باليمين.. الهاتف بالشمال.. وفي الديوانية لم نعد كما السابق.. نتحدث بموضوع فنجد الهاتف يشغلنا عن إكمال ما بدأناه، وفي الوظيفة نجد متطفلاً اسمه الهاتف يقف عائقاً بين الموظف وعمله، وبينه وبين زملائه. والتسوق في الغالب لشراء اكسسوارات للهاتف.. والتعرف على الجديد من الهواتف.. وأجياله التي أصبحت كالمرأة الولود.. أما السيارة وعند الإشارة الضوئية تجد الجميع ينتظر الإشارة لكي يمسك بهاتفه ليتفحص من المتصل من المرسل إلخ.. وصديقه أو قريبه في السيارة التي بجانبه ولا يلاحظ أحدهم الآخر.. على الرغم أننا كنا نتسابق لتجاوز الإشارة قبل أن تصبح حمراء.. أصبحنا في عالم مليء بالاغتراب.. أهو الإدمان على الهاتف؟.. أم إننا لم نعد نشعر بالوقت؟ يبدو أن هذا الأمر بات واقعاً لا مفر منه. لم نعد نشعر بالوقت بل نحتاج أضعاف أضعاف هذا الوقت لكي نستطيع تصفح المزيد.. ومتابعة الجميع.. وتحميل ومشاهدة الفيديوهات واليوتيوبات وغيرها.. ولو نظرنا في إطار المجتمع فسنجد أن أفراده في غربة مطلقة.. ويحسد كل منهم لما يملك من هاتف واكسسوارات وغيرها.. فللهاتف النقال برستيج خاص.. وعالم له خصوصياته تعتبر أهم من خصوصية الفرد الشخصية.. حالة من الجنون.. ومن أجل تسليط الضوء على الإدمان بصوره الحقيقية.. والبحث عن علاج لهذا الإدمان.. فإن هناك العديد من الأشخاص الذين باتوا في عداد المدمنين.. وأدركوا الصعوبات والاغتراب الذي يعيشونه.. وقد واجهوا الكثير من المشكلات العائلية والوظيفية والأكاديمية والصحية كذلك وهي أخطرها.. إضافة إلى عتب الأصدقاء الذي لا ينتهي.. الكل أصبح يبحث عن الكل.. فمنذ دخول هذا المتطفل (الهاتف النقال) حياتنا بدأت المشاكل.. وبدأ الانطواء والاغتراب.. وبدأنا نبتعد عن أهم أساسيات ومبادئ وعادات مجتمعنا الجميل. فمتى ستطرح في الأسواق أجهزة تساعدك على التخلص من إدمان الهاتف.. متى سيكون هناك مركز لمعالجة الإدمان على الهاتف.. متى ستدرج ضمن الدستور بنود استخدام الهاتف.. متى ستوضع قواعد اتيكيت استخدام الهاتف؟ لا تتعجب..! أليست هناك موضة الهاتف وأجيال الهاتف وبرستيج الهاتف، كلها مقدمات لما ذكرت من أسئلة؟د. أحمد حسين الفيلكاويAh.Alfailakawi@PAAET.edu.kwDrAhmadKw@