كشف مستشار وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن اللواء أحمد عسيري، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عرض على الحكومة السعودية من 30 إلى 40 ألف جندي كقوات برية للمشاركة مع قوات التحالف، مبيناً أن الجيش المصري يشارك بقوات جوية وبحرية.ولفت إلى أن الحكومة الشرعية أصبحت تسيطر على نحو 85% من الأراضي اليمنية، فهي موجودة في عدن، والحياة تسير في وضعها الطبيعي في كثير من المحافظات. وأكد أن منهجية العمل تقضي بعدم وضع قوات غير يمنية على الأرض اليمنية، مشدداً أن اليمنيين أولى بالدفاع عن حريتهم وأرضهم.وقال في لقاء تلفزيوني (الأحد) على قناة العربية في برنامج «مع تركي الدخيل»، إن القوات السعودية الموجودة على الحدود، عددها نحو 100 ألف جندي، وقادرة على احتلال اليمن في أيام، إلا أننا نريد أن ننفذ عملية لدعم الشرعية في اليمن، بأقل الخسائر الممكنة في الطرفين، والمحافظة على المواطن اليمني، فنحن كمن يريد تخليص رهائن داخل منشأة.وأضاف: «خسائر قوات التحالف مجتمعة، لم تصل إلى «خُمس» ما يُقبل به في التمارين العسكرية، وهي نسبة منخفضة جداً. وأشار إلى أن «قوات التحالف فضلت استخدام «النفس الطويل»، لأنه يضع الميليشيات الانقلابية تحت الضغط، فهي اليوم محرومة من الإمداد المادي، والأسلحة في أقل حد ممكن، وخسروا عددا كبيرا من مقاتليهم المدربين وقادتهم، ويتآكلون يوما بعد يوم، فالوقت في صالح قوات التحالف».ونوه اللواء عسيري إلى أن الحديث عن نصر عسكري، هو عدم فهم لواقع العملية في اليمن، إذ إن هناك قوات تحالف تساعد الحكومة الشرعية، ولذا فإن البحث عن نصر أمر غير موجود. وأضاف: «نبحث عن تحقيق ثلاثة أهداف، أولها الحفاظ على الدولة اليمنية. ثانيها تقليل الأخطار على المواطنين اليمنيين، وثالثها حماية الحدود السعودية، وهي أهداف تحقق جزء كبير منها».وفصّل منجزات قوات التحالف خلال الفترة الماضية بالقول: «خلال 6 أشهر، تم استرجاع 45% من الأراضي اليمنية لتكون تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وبعد 12 شهرا من بدء عاصفة الحزم أصبحت 65% من الأراضي اليمنية تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وبعد 18 شهرا أضحى 75% من التراب اليمني تحكمه الشرعية، فيما يبعد الجيش اليمني اليوم عن مطار صنعاء أقل من 14 كلم، ومدفعية الجيش اليمني تصل مناطق كثيرة داخل العاصمة، ونحو 85% من الأراضي لا تخضع لحكم الانقلابيين».وعرج المتحدث باسم قوات التحالف، إلى الحديث حول الهجمات التي تعرضت لها السعودية من الميليشيات، مبينا أن 48 صاروخا باليستيا أطلقت تجاه المملكة، فيما بلغ مجموع الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات تجاه السعودية أو داخل اليمن 138 صاروخا، وهي مصنعة في كوريا الشمالية، والصين، والاتحاد السوفييتي السابق، فيما تعمل على تشغيلها وتحضيرها وصيانتها. واعتبر أن الأمر الأخطر أنّ من يتحكم في هذه الأسلحة هي ميليشيات ليست لها صفة الدولة، لأنه حينما يستخدم سلاح إستراتيجي، فإن هناك مسؤولية للدول أمام القانون الدولي وأمام الأمم المتحدة، ولكن وجود ميليشيات غير معترف بها، وفي فضاءات غير محكومة، وتمتلك هذا النوع من الأسلحة، هو وجه الخطورة في الأمر.وأشار إلى أن قصف المدن والقرى الحدودية السعودية، كان ما بين 20 و500 قذيفة يوميا من قبل الميليشيات في بداية عاصفة الحزم، وتراجع إلى 40 إلى 60 قذيفة يوميا، أي بانخفاض نسبته 85%، أما الهجمات الحوثية على الرقابات الحدودية فكانت بمعدل 6 – 10 عمليات شهريا في بداية المواجهات، وتراجعت الآن بنسبة 90% إلى عملية واحدة فقط شهريا، بينما كان عدد المتسللين عبر الحدود قبل عاصفة الحزم 18651 متسللا شهريا، ثم تراجع العدد بنسبة 86% إلى 2619 متسللا شهريا، وكان تهريب السلاح بنحو 537 قطعة شهريا قبل المواجهات، وانخفض بنسبة 40% إلى 324 قطعة شهريا، أما تهريب المخدرات فكان يتم بواقع 23206 كغم شهريا، تقلصت إلى 5590 كغم شهريا، أي ما نسبته 75%.وحول الحديث عن أن عمليات قوات التحالف جعلت تنظيم القاعدة يتمدد أكثر على الأراضي اليمنية، أوضح اللواء عسيري أن المكلا كانت تعاني من اختطاف تام من قبل «القاعدة»، واليوم المكلا مدينة محررة، وتحت سيطرة الحكومة الشرعية، وكذلك المخا. وأضاف: «القاعدة خسرت أكثر من 800 عنصر من عناصرها، ومنهم قادة، وأشخاص آخرون تم القبض عليهم وسلموا إلى السعودية التي كانت تطالب بهم».وقال إن منهجية عمل التحالف تجاه المدنيين، كانت تقتضي اختيار أن تكون هنالك حملة جوية بالطريقة التقليدية المعتادة، ثم يتبعها عمل بري شامل على جميع الأراضي اليمنية باستخدام قوات كلاسيكية تدخل اليمن وتحتل جميع المناطق، وهذا المنهج سيكون له ثمن ولم يحدث لعدة أسباب، في مقدمتها أنه سيكون هناك استخدام كبير للقوات البرية وبالتالي نسبة خسائر كبيرة في القوات والمدنيين، خصوصا أن أحد أهداف التحالف هو تخليص المواطنين من الميليشيات الانقلابية.
مشاركة :