حققت القوات العراقية انتصارات كبيرة، منذ انطلاق عملية استعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة قبل ستة أشهر، لكن معركة طرد المتشددين من ثانية مدن البلاد ما زالت مستمرة. ورغم مرور ستة أشهر على انطلاق معركة استعادة الموصل، آخر أكبر معاقل المتشددين في البلاد، ما زالت المواجهات مستمرة في مناطق مكتظة يتواجدون فيها، حيث ما زالوا يسيطرون على مناطق أخرى في العراق وسوريا. وقد يحتفظ هؤلاء بقدرتهم على شن هجمات في العراق رغم عدم سيطرتهم على مناطق كبيرة، كما أن الآثار الناجمة عن المعارك التي حصدت أرواحاً كثيرة، وأدت إلى نزوح ودمار، ستبقى حتى بعد انتهاء القتال. وكان التقدم الذي حققته القوات الأمنية في المدينة القديمة، حيث المباني متلاصقة والأزقة ضيقة مع مئات الآلاف من المدنيين، الأكثر صعوبة وبطئاً مقارنة بما تحقق خلال استعادة الجانب الشرقي من الموصل. وقال الضابط الأميركي الكبير في التحالف الدولي ريك يوريبي عن العملية في المدينة القديمة: «لا يمكن استخدام آليات هناك، لذا فإن المعركة ستكون راجلة ما يجعلها صعبة جداً للقيام بأي مناورة هناك». شاركت قوات البشمركة الكردية خلال الأيام الأولى من المعركة، لكنها توقفت بعد ذلك، فيما تقوم قوات الحشد الشعبي، بالتحرك في مناطق محيطة ببلدة تلعفر الواقعة إلى الغرب من الموصل، وما زالت تحت سيطرة المتشددين. توجهت القوات العراقية بعد استعادتها الجانب الشرقي من الموصل إلى الجانب الغربي من المدينة. واستعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة، ضربة قاسية للمتشددين، لكنها لن تكون نهاية الحرب ضد هذا التنظيم. وقال الجنرال يوريبي: «إن حسم معركة الموصل فقط لا يعني أن تنظيم الدولة انتهى في العراق». يسيطر تنظيم الدولة على مناطق في محافظة كركوك وغرب الموصل، وأخرى متفرقة في محافظة الأنبار في غرب البلاد، كما يسيطر على مدينة الرقة ومناطق أخرى في الجارة سوريا. ولن يمثل فقدان المتشددين سيطرتهم على هذه المناطق نهاية خطر التفجيرات والهجمات التي يشنها هذا التنظيم. ويرى مارتن أن «النجاحات في الموصل تغطي نجاح المتشددين في محافظات عراقية أخرى». وأضاف أن المتشددين أعادوا تشكيل قدرات هجومية في ديالى ووسط صلاح الدين، مشيراً إلى محافظات استعادتها القوات العراقية في أوقات سابقة من قبضة تنظيم الدولة. وسيواجه العراق في مرحلة ما بعد استعادة الموصل قضايا سياسية شائكة، مثل الصراع على المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها، وتطالب حكومة إقليم كردستان بإلحاقها بها، فيما ترفض بغداد هذا الأمر.;
مشاركة :