خوف من تكرار تجربة «سارس» القاتلة مرة أخرى

  • 5/8/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تساءلت وكالة أنباء تابعة للأمم المتحدة عما إذا كان فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية (MERS-CoV) قادرا على التحول إلى جائحة مماثلة لمرض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس" الذي اجتاح آسيا في عامي 2002 و2003، مما أسفر عن مقتل أكثر من 700 شخص. وقالت شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" إن السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم أعلنت حالة التأهب القصوى بعد الارتفاع المفاجئ في معدل الإصابة القاتلة بفيروس إنفلونزا الشرق الأوسط التي بدأت في السعودية، وانتشرت الآن في آسيا والولايات المتحدة. وقالت الشبكة التابعة لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في جنيف إن ما يقرب من ثلث الحالات ظهر في الأسبوعين الماضيين، وهو أكبر ارتفاع في الإصابة بالفيروس منذ اكتشافه في نيسان (أبريل) 2012، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الفيروس قادرا على التحول إلى جائحة مماثلة لمرض "سارس"، الذي أسفر عن وفاة أكثر من 700 شخص. ونقلت الشبكة في تقرير باللغتين العربية والإنجليزية عن، سفيان رجب، مدير البحوث في مجموعة البحوث في الأمراض المعدية والصحة العامة (IDPH)، وهي مؤسسة بحثية مقرها لندن لكنها تركز على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، القول: "هذه لحظة فارقة في الجدول الزمني لفيروس كورونا الجديد. ما لم تتم السيطرة عليه وإبقاؤه تحت السيطرة، يمكن أن نشهد زيادة هائلة في حالات الإصابة". وقال رجب، الذي يرسم خرائط الإصابة بفيروس كورونا الجديد منذ أن ظهر للمرة الأولى، أنه في الوقت الذي لا يزال "احتمال تحول كورونا إلى جائحة ضعيفا"، على حد قوله، "إلا أنه لا بد من الشعور بالقلق، ولا بد من تنفيذ تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها والاستمرار في تطبيقها". وقالت الشبكة إن الخبر الجيد هو أنه حتى الآن، لا يبدو أن هيكل جينوم فيروس كورونا الجديد يتحور أثناء انتقاله من شخص إلى آخر، على عكس "سارس"، ما يجعله أقل ضراوة ويمكن توقعه وعلاجه بسهولة أكبر. وفي هذا الصدد، نقلت الشبكة عن جواد محجور، مدير إدارة الأمراض السارية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق البحر الأبيض المتوسط (EMRO) في القاهرة القول: "حتى نصل إلى فهم أفضل لكيفية انتقال الفيروس من الإبل أو البيئة إلى الإنسان، فمن المرجح أن نرى المزيد من حالات الإصابة". وأضاف محجور، وهو الطبيب الذي قاد لتوه بعثة تقصي الحقائق وتقييم المخاطر التابعة لمنظمة الصحة العالمية في السعودية، أن "فهم هذه الصلة هو مفتاح الحد من انتشار المرض. هناك حاجة ملحة إلى إجراء دراسة وبائية متعمقة عن الحالات المعروفة من أجل الحصول على هذه المعرفة". وأوردت الشبكة حالة، إسماعيل قوشماق، وهو استشاري سعودي يبلغ من العمر 47 عاما، وواحد من عدة عاملين في مجال الرعاية الصحية أصيبوا بالفيروس في السعودية خلال الشهر الماضي، وكيف أخذ بالتعافي بعد أن خضع لمدة أسبوعين تحت جهاز التنفس الصناعي في قسم العناية المركزة الذي يديره في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة. ونقلت عن أخته، ناهد قشماق، التي تعمل طبيبة في قسم مكافحة العدوى في مستشفى آخر في جدة القول إن شقيقها أصيب بفيروس كورونا الجديد في أوائل نيسان (أبريل) أثناء معالجة أحد المرضى، الذي اتضح في وقت لاحق أنه كان يحمل المرض على الرغم من عدم ظهور الأعراض النمطية عليه. وأكدت قوشماق أنه "من المهم أن نسيطر عليه في أقرب وقت ممكن. إنه ليس مرضا مزمنا، بل التهاب حاد في الجهاز التنفسي ويمكن احتواؤه". ورغم أن بعض الآباء والأمهات في السعودية دعوا إلى إغلاق المدارس ومنح الطلبة الإجازة الصيفية في وقت مبكر بسبب المخاوف من تفشي المرض، قالت قوشماق أنها لا تزال ترسل أطفالها إلى المدرسة لأن لديها ثقة في أن تدابير المراقبة التي تم اتخاذها كافية. وأشارت إلى أن "من الواضح أن الناس يشعرون بالقلق ويطرحون الكثير من الأسئلة.. لكنني لا أرى أن الذعر قد تفشى بينهم، ليس بالقدر الذي اعتقدته. لا يزال الناس يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، وإن كنا نرى بعض الناس يرتدون أقنعة في مراكز التسوق وغيرها من المناطق المزدحمة".

مشاركة :