قتل نحو 125 شخصاً، غالبيتهم من أهالي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام وبينهم 68 طفلاً، في تفجير انتحاري استهدف السبت حافلات غرب حلب كانت تقلهم بعيداً عن بلدتيهما اللتان تعانيان مرارة الحصار منذ عامين. ووقع التفجير غداة عملية إجلاء شملت سبعة آلاف شخص من أربع بلدات سورية، هي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غرب) ومضايا والزبداني قرب دمشق، ضمن اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران حليفة دمشق وقطر الداعمة للمعارضة. وغداة التفجير، يتواصل ارتفاع عدد الضحايا وغالبيتهم من أهالي الفوعة وكفريا. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عصر أمس الأحد (16 أبريل/ نيسان 2017) عن سقوط «126 قتيلاً بينهم 109 من أهالي الفوعة وكفريا» في التفجير الانتحاري بشاحنة مفخخة الذي استهدف 75 حافلة كانت تقلهم ومتوقفة في منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب وتنتظر إكمال طريقها إلى المدينة. وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن بين القتلى «68 طفلاً». وبين القتلى أيضاً، وفق المرصد، موظفو إغاثة ومقاتلون معارضون كانوا يواكبون القافلة. ولا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع نتيجة وجود «مئات الجرحى»، وفق عبد الرحمن الذي أشار إلى أن الحصيلة الكبيرة مردها انفجار شاحنة المواد الغذائية قرب محطة وقود في المكان. وغداة التفجير، كانت الأشلاء لا تزال منتشرة في المكان المستهدف، وبينها أشلاء تعود لأطفال، وفق مراسل «فرانس برس». ونقل المراسل مشاهدته لحاجيات الناس مرمية بينها حقائب مفتوحة داخلها ثياب فضلاً عن أوان منزلية وتلفزيونات. وخلف التفجير حفرة عميقة وحافلات مدمرة تماماً وسيارات عسكرية محترقة للفصائل المعارضة. ولم يبق من شاحنة، يعتقد أنها التي انفجرت، سوى المحرك. «بكاء وصراخ» وأمضى أهالي الفوعة وكفريا ليلتهما في مركز للإيواء في منطقة جبرين قرب حلب. وتم نقل عدد من جرحى التفجيرات إلى مستشفيات حلب وآخرين إلى مستشفيات في محافظة إدلب. ومن مركز الإيواء في جبرين، روت ميساء (30 عاماً) الآتية من كفريا عبر الهاتف لـ «فرانس برس» من دمشق هول ما رأته. وكانت ميساء تجلس مع طفليها هادي (ستة أشهر) ونرجس (عشر سنوات) على «بعد سبع حافلات من مكان التفجير». وقالت «كنت أجلس في حافلة، وضعت هادي على قدمي ونرجس على كرسي مجاور». وفجأة دوى الانفجار، حضنت ميساء طفليها ووقعت أرضاً. وأضافت «بقينا على الأرض دقائق عدة، فأنا لم أعلم ماذا حصل ولم أكن أسمع سوى الصراخ والبكاء». وتابعت «كان هادي يبكي بشدة، ونرجس تنظر إليّ دون أن تتحرك». أمسكت ميساء بيد طفليها وذهبت تبحث عن والدتها و«الحمدالله وجدتها». تتذكر ميساء ما أحست به قائلة «لا يمكنني أن أصف إحساسي بالخوف على أطفالي وامي (...) كنت أفكر كيف تمكنا من النجاة طوال السنوات الماضية، وكيف كدنا نموت في اللحظات الأخيرة بعد الخروج من سجن (الحصار)». وأضافت بنبرة غاضبة «لم يكن قراري أن أحاصر مع زوجي وطفلي، ولم يكن قراري أن أصعد إلى هذه الحافلة أو الخروج من البلدة». وخلصت «لم يكن قراري أن أموت في هذا التفجير أو أن أنجو منه». ودان مسئول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين التفجير قائلاً: إن «مرتكبي هذا الاعتداء الجبان والبشع أثبتوا عن عدم اكتراث لحياة البشر». ومن المقرر بموجب اتفاق البلدات الأربع أن يتم على مرحلتين إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني. سورية... الرعب والموت ودانت باريس أمس (الأحد): «بشدة» التفجير ضد حافلات الفوعة وكفريا. ودان البابا فرنسيس في رسالته السنوية لمناسبة عيد الفصح الأحد «الهجوم الشنيع».
مشاركة :