تعزيزات عسكرية كبيرة من العاصمة لحسم معركة الموصل دون التوقف مجددا. وشرح أن “الخطة العسكرية الخاصة بهذه المعركة خضعت إلى دراسة عسكرية على مستوى عال وأخذت في الاعتبار جميع الحسابات لا سيما الخاصة بالجانب الإنساني ما سيسهم في إنجاحها”. ومضت أكثر من ستة أشهر على إطلاق معركة استعادة الموصل، آخر معقل كبير لتنظيم داعش في العراق لكنّ المواجهات مازالت مستمرة في القسم الغربي من المدينة. وتشارك عدّة وحدات عسكرية في المعركة أبرزها جهاز مكافحة الإرهاب، إلى جانب قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية والجيش والشرطة. وتمكّنت تلك القوات مطلع العام الحالي من استعادة الجانب الشرقي من المدينة. لكن ما يثير مخاوف العراقيين أنّ هذه الحرب عالية التكلفة ماديا وبشريا قد لا تمثّل نهاية حاسمة للتنظيم المتشدّد الذي يرجّح أن يتحوّل من السيطرة واسعة النطاق على الأراضي إلى حرب العصابات وتنفيذ العمليات الدامية في مختلف مناطق البلاد بما في ذلك تلك التي أعلنت مستعادة من سيطرته، ودون استثناء العاصمة بغداد رغم إحاطتها بإجراءات أمنية مشدّدة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن باتريك مارتن المحلل في معهد “دراسات الحرب” قوله إن القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة “يقتربان من نهاية عملية استعادة الموصل”، مضيفا “ستكون استعادة الأحياء الأخيرة أكثر صعوبة خصوصا المدينة القديمة والأحياء المتبقية في شمال غرب الموصل”. وقال الضابط الأميركي الكبير في التحالف الدولي ريك يوريبي عن العملية في المدينة القديمة “لا يمكن استخدام آليات هناك. لذا فإن العملية ستكون راجلة ما يجعل المعركة صعبة جدا للقيام بأي مناورة هناك”. وأوضح يوريبي أن تقدم القوات العراقية يكون “أحيانا بمقدار خمسين مترا. ويعتبر اليوم الذي يتحقق فيه مثل ذلك التقدم يوما عظيما”. وقياسا بالمعركة التي دارت في جزء المدينة الواقع على الضفّة الشرقية لنهر دجلة، بدت القوات الأميركية أكثر انخراطا في معركة الجزء الغربي، حيث كثيرا ما تحدّثت مصادر محلّية عن تجاوز تلك القوات مجرّد توفير الغطاء الجوّي عبر طيران التحالف الدولي، إلى المشاركة في قصف مواقع تنظيم داعش بالمدفعية. وذهب تقرير صحافي أميركي حدّ تأكيد وجود قوات خاصة أميركية مموهة بأزياء شبيهة بأزياء الشرطة العراقية تقاتل داخل أحياء الموصل، الأمر الذي عدّ دليلا إضافيا على الاهتمام الأميركي الشديد بالمعركة.
مشاركة :