الموصل (العراق) - وكالات - فتحت القوات العراقية، أمس، جبهة جديدة شمال غرب مدينة الموصل التي تخوض معارك ضارية منذ ستة أشهر لاستعادتها من تنظيم «داعش».ويضيق الهجوم الجديد الحصار على المتطرفين في وسط المدينة القديمة، حيث يتحصنون ويستخدمون عدداً كبيراً من المدنيين دروعا بشرية.وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة «على بركة الله بالساعة السادسة (صباحاً)، شرعت قطع الجيش المتمثلة في الفرقة التاسعة المدرعة واللواء الثالث والسبعون من الفرقة 15 وقوات الشرطة الاتحادية المتمثلة بقوات الرد السريع باقتحام شمال الساحل الايمن لمناطق مشيرفة والكنيسة والهرمات».ويأتي فتح الجبهة الجديدة بعد أن تباطأت العمليات من المحور الجنوبي لدى بلوغها المدينة القديمة التي تضم شوارع ضيقة جداً ومباني متلاصقة لا يمكن للآليات العسكرية المرور عبرها.وأضاف بيان القيادة «الآن أبناؤكم يخوضون المعارك في دك تحصينات العدو وتدمير قدراته، وهم مستبشرون فرحون: إما النصر أو الشهادة، من أجل تحرير ما تبقى من مدينة الموصل من براثن الارهابيين الدواعش».وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، في بيان، «تتقدم قطع الرد السريع والفرقة الآلية من الشرطة الاتحادية من المحور الشمال الغربي في منطقة احليلة باتجاه الهرمات وتحرر قرية حسونة ومعمل غاز نينوى».من جهته، أوضح النقيب جبار حسن أن عملية الاقتحام بدأت من ثلاثة محاور، مشيراً إلى أن «التقدم سريع في محور الشرطة الاتحادية بعد قصف مكثف لمواقع داعش في منطقة احليلة»، التي تستعد قوات الشرطة لاقتحامها، وهي تعد من المناطق الاستراتيجية.وأوضح حسن أن «طيران الجيش العراقي وسلاح الجو بالإضافة إلى طيران التحالف الدولي يشاركون في العملية».ويعد الجانب الغربي أصغر مساحة من الجانب الشرقي من الموصل لكنه أكثر اكتظاظاً.ومن شأن استعادة الاحياء الشمالية تضييق الخناق بشكل كبير على المتطرفين في المنطقة القديمة، وستجعل، إذا تحققت، المنطقة بحكم الساقطة عسكرياً.ومع تزايد الضغوط عليهم، يحاول «الدواعش» تحويل الانظار عن الموصل وشن هجمات متكررة على القوات العراقية المرابطة في محافظة الانبار.وتخوض القوات العراقية منذ أسابيع معارك حول المدينة القديمة في الموصل، لكنها تواجه مقاومة شديدة، فيما لا يزال هناك مئات الآلاف من المدنيين محاصرين في هذا الجانب من المدينة.وكشف وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف أن أعداد النازحين بلغت 600 ألف منذ انطلاق عمليات «تحرير نينوى» في أكتوبر من العام الماضي، عاد 133 ألفاً منهم الى مناطقهم بعد تحريرها.وقال الوزير في بيان «ان العدد المتبقي من النازحين في المخيمات منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى وصل الى 467 ألف نازح، بينهم 425 ألفا نزحوا منذ بدء عمليات تحرير الجانب الغربي من الموصل»، مشيرا الى أن 42 ألف نازح فقط لم يعودوا الى منازلهم في الشطر الشرقي.في سياق متصل، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أنه لم يبق سوى ألف من مقاتلي التنظيم في غرب الموصل.وقال الناطق باسمه العقيد جون دوريان «نعتقد أنه يوجد أقل من ألف مقاتل لـ(داعش) في الموصل، لكنهم موجودون في أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في المدينة»، مؤكدا أن «قتالهم سيكون غاية في الصعوبة والخطورة».وشدد على أن «قوات الأمن العراقية واثقة من قدرتها على القضاء على هذا العدو قريباً جدا».
مشاركة :