وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الاثنين، رسالة شديدة اللهجة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون، مؤكداً ان عليه أن «يحسّن سلوكه»، فيما حذر نائب الرئيس مايك بنس كوريا الشمالية من اختبار صبر ترامب او قوة الجيش الأمريكي بشأن المسألة النووية، مؤكدا أن «جميع الخيارات مطروحة» في التعاطي مع ملفيها البالستي والنووي. كما أعلن بنس أن عهد «الصبر الاستراتيجي» الامريكي على كوريا الشمالية قد انتهى بعد أكثر من عقدين. ووجه بنس هذا التحذير خلال مؤتمر صحفي عقده في سيؤول بعد زيارة رمزية للمنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين، وقال «خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما، شهد العالم على قوة رئيسنا الجديد وحزمه من خلال عمليتين نفذتا في سوريا وافغانستان». واتهم نائب الرئيس الامريكي كوريا الشمالية «بالرد على بادرات انفتاحنا عليها بخداع متعمد، ووعود لم يتم الايفاء بها واختبارات نووية وصاروخية». وأشار إلى أن الولايات المتحدة التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبية «ستهزم أي هجوم وسنرد بشكل ساحق وفعال على أي استخدام لأسلحة تقليدية أو نووية».غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن «الأمل ألا تكون هناك خطوات أحادية كالتي شهدناها مؤخرا في سوريا». وحذر «لا نقبل بمغامرات بيونغ يانغ النووية والبالستية المخالفة لقرارات الأمم المتحدة، لكن ذلك لا يعني أنه من الممكن انطلاقا من هنا انتهاك القانون الدولي باستخدام القوة» ضدها.وأكدت زيارة بنس إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين على التغيير في سياسة واشنطن تجاه الدولة المعزولة. وتأتي الزيارة بعد عرض عسكري ضخم عرضت بيونغ يانغ خلاله ما يبدو أنها صواريخ بالستية عابرة للقارات، كما تأتي غداة فشل تجربة صاروخية لكوريا الشمالية. وقال بنس في قرية بانمونجوم الحدودية الواقعة في المنطقة الفاصلة إن علاقة الولايات المتحدة بكوريا الجنوبية «صلبة وثابتة». وتزامن تحذير نائب الرئيس الامريكي مع اعلان رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هوانغ كيو-اهن في مؤتمر صحفي مشترك مع بنس، أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر مبكر لمنظومة «ثاد» فيما عبر بنس عن «قلق» واشنطن ازاء اجراءات صينية ضد سيؤول على خلفية نشر الدرع الامريكية المتطورة المضادة للصواريخ.وفي أول رد فعل على تصريحات نائب الرئيس الامريكي قال ممثل كوريا الشمالية في الامم المتحدة إن بلاده مستعدة للرد على «اي شكل من أشكال الحرب» التي يمكن أن يتسبب بها عمل عسكري امريكي، وذلك في أعقاب تحذيرات نائب الرئيس الامريكي مايك بنس. وصرح نائب سفير بيونغ يانغ لدى المنظمة الدولية كيم إين ريونغ في مؤتمر صحفي «إذا تجرأت الولايات المتحدة واختارت العمل العسكري فإن كوريا الشمالية مستعدة للرد على أي شكل من أشكال الحرب الذي قد ترغب فيه الولايات المتحدة». وفي بكين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانج، في مؤتمر صحفي دوري، إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية «شديد الحساسية وخطير». وأضاف كانج للصحفيين: «نؤكد دائما أنه يتعين على جميع الاطراف تجنب اتخاذ أي تحرك استفزازي، ما يجعل الوضع أكثر سوءا». وأوضح: «على جميع الاطراف أن تكرس نفسها لتخفيف حدة الوضع المتوتر حاليا، ما يهيئ الظروف اللازمة لاعادة جميع الاطراف إلى المفاوضات وحل قضية شبه الجزيرة (الكورية) بطريقة سلمية». (وكالات)
مشاركة :