(هذا فراقُ بيني وبينك) خان بشار روسيا فتخلى عنه بوتين

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

رأى الكاتب (كون كوغلين) في مقال له بصحيفة (ديلي تلغراف) أنه منذ أن بدأت روسيا مغامرتها العسكرية في سورية اتسمت علاقة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) برأس النظام البعثي النصيري بشار الأسد، بأنها عبارة عن (زواج مصلحة) أكثر منه التقاء عقول وأيديولوجيات.وكانت مصلحة روسيا الرئيسية في النزاع السوري الطويل هي حماية قواعدها العسكرية في ميناء طرطوس التي تعتبرها موسكو، من المزايا الاستراتيجية الحيوية ، وقال الكاتب في مقاله، إن الأمر بالنسبة لموسكو هو أن الحفاظ على الأسد في السلطة يجب أن ينظر إليه دائما من منظور حماية مصالح روسيا في المنطقة، وليس من منظور وجود مودة كبيرة للقضية البعثية النصيرية .وقد ألمحَ الكرملين في أكثر من مناسبة إلى أنه قد يكون مستعدا للتخلي عن الأسد واستبداله بمرشح أكثر استساغة لدى الغرب، ما دام لا يعني ذلك الإضرار بالمصالح الروسية ، وتساءل الكاتب عن سبب هذا العناد في وقوف بوتين إلى جانب الأسد، حتى وإن كان بفعله هذا يواجه خطر تعميق نبذ موسكو من قبل واشنطن وبقية عواصم العالم ، واعتبر أن جزءاً من تفسير رفض بوتين المعاند التخلي عن الأسد، يكمن في علاقة روسيا المريبة مع النظام ، والتي تعود إلى أيام الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن عندما كان إيجاد موطئ قدم لها في سورية له أهميته الحقيقية لأن أميركا كانت قد فرضت هيمنتها على بقية دول الشرق الأوسط ، وخلال تلك الفترة ساعدت روسيا سورية في تطوير ترسانة أسلحتها الكيميائية، وهو ما يفسر بلا شك سبب حرص موسكو الشديد على القيام بدورٍ قيادي في إزالة الرؤوس الحربية القاتلة بعد أن افتضح أمرها أمام أنظار المجتمع الدولي ، وكان من المفترض أن الروس قد فعلوا ذلك في العام 2013 كجزء من اتفاق لمنع إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته (باراك أوباما) من شن ضربات جوية بعد استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق في العام 2013. وأشار الكاتب إلى أن نظام الأسد - كما بينت الأحداث الأخيرة في إدلب - يحتفظ بجزءٍ كبيرٍ من ترسانته الكيميائية، وهذا يعني أن النظام خدع الكرملين مرتين على الأقل ، فشله في تبرئة ساحته بشأن أسلحته الكيميائية، وعدم إبلاغ الروس بنيته استخدامها في الهجمات على مواقع المعارضة في بلدة خان شيخون ، وبالنظر إلى حجم خيانة نظام الأسد لحلفائه وحُماته الروس فسيكون الأمر ضمن حقوق الكرملين إذا ما قرر التخلي عن دعمه الذي كان حاسماً في إبقاء الأسد في السلطة (انتهى كلام كون كوغلين) . وقد حَسَمَت القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أمر بقاء بشار الأسد في السلطة ، وجاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكية (ريكس تيلرسون) إلى موسكو بعد إنهاء اجتماعه مع مجموعة السبع الكبار من أجل إتمام الصفقة بشكل نهائي مع روسيا بعد أن اتفقت جميع الدول على ضرورة إنهاء حكم عائلة الأسد في سورية ، وبقيت روسيا وبلاد فارس (إيران) بمعزل عن الجميع ، وأكد على ضرورة أن تتخلى موسكو عن بشار الأسد وإلا فإنها سوف تتعرض لعقوبات اقتصادية لن تقدر على تحملها في المستقبل .لقد باتت روسيا غير قادرة على التغطية على جرائم النظام البعثي النصيري الأسدي الذي اقترف جرائم حرب ومجازر في سورية ، ولأن روسيا جزء أساسي من العملية السياسية ولكنها إذا اختارت البقاء إلى جانب الأسد فعليها تحمل النتائج ومن الضروري أن يرحل الأسد بطريقة منظمة ولا سيما بعد تورط نظام الأسد بالهجوم الكيميائي على خان شيخون ، ولن يقبل المجتمع الدولي بوجود الأسد أو أي من عائلته في حكم سورية مستقبلاً ، وقد اتفق وزراء خارجية دول مجموعة السبع على التأكيد بأنه لا حل في سورية طالما استمر رأس النظام بشار الأسد في السلطة ، كما أن كل المشاركين في اجتماع مجموعة السبع واللقاء الموسع مع دول عربية على رأسها المملكة العربية السعودية إضافة إلى الإمارات وقطر والأردن وتركيا شددوا على القول أن لا مستقبل لسوريا مع بشار الأسد في السلطة ، وقد يلجأ المجتمع الدولي إلى تشديد العقوبات على موسكو إذا ما واصلت دعم نظام الأسد . وبشكلٍ مُفاجئٍ طلب وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) اجتماعاً مع كل من وزير الخارجية الفارسي (الإيراني) (محمد جواد ظريف) ووزير خارجية النظام البعثي النصيري (وليد المعلم) وذلك بعد لقائه مع نظيره الأمريكي (ريكس تيلرسون) في موسكو منتصف الأسبوع الماضي . وأكد أن بلاده ستصرّ على أنّ ينفّذ الجميع قرارات مجلس الأمن ولتعريفهم بقواعد اللعبة الجديدة في سورية وتحذيرهم من ارتكاب أي أفعال خارج إطار تلك القواعد ، وكانت واشنطن قد بعثت برسالة قوية يوم أمس لكل من روسيا وكوريا الشمالية وبلاد فارس (إيران) بأنها مستعدة لاستخدام أسلحة ثقيلة كالسلاح النووي، وذلك بعد أن أعلن الجيش الأميركي، يوم الخميس أنه استخدم قنبلة ( جي بي يو 43/بي ) خلال مهمة قتالية بأفغانستان، وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا النوع من القنابل التي تعد أكبر سلاح تدميري غير نووي لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، وتزن القنبلة أكثر من (10) أطنان ونصف الطن وتم إلقاؤها على موقعٍ لداعش بولاية (ننغرهار) شرقي أفغانستان . عبدالله الهدلق

مشاركة :