لـــن أنـــســاك

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم ولن أنساك مهما طالت السنين فستظل طول العمر بيننا.. صورتك في أولادك.. في أي موقف فيه الوفاء والإخلاص والشهامة.. أحس انه جاء منك يا ياسر (الله يرحمك).. توجد صورة كبيرة في منزلك وتعلمت ابنتك فاطمة التي لم ترك أن صاحب هذه الصورة هو أبوها، وفوجئت ونحن في المطار أن ابنتك رأت أحد الضباط فذهبت إليه وحضنته وقالت له بابا.. هذا الموقف نتعرض له يوميا، ما يجعلنا في حالة نفسية سيئة.. جاءني أحد أصدقائك وقال لي إنه كان يمر بأزمة مالية وأعطاه ياسر المال المطلوب، وحاول أن يرجعه إليّ وطبعا أنا رفضت، وقال لي صديقه لم أكن أنا فقط من ساعده ياسر (الله يرحمه) ولكن كثيرا من الأصدقاء كان ياسر شهما معهم، سواء ماديا أو معنويا. هذا هو ياسر كالشجرة التي يفوح عطرها مهما مر عليها الزمن، وشهامته كالنقش الفرعوني الذي يظل محفورا في قلوب كل من تعامل معه. لقد كبرت في العمر وضعفت قوتي وكل أحلامي أنك ستعود إلي... هل هذا ممكن يا ياسر؟ اشتقت إليك، وعندما يرن الهاتف أتخيل أنك ستكلمني.. نفسي أسمع صوتك.. هل تعرف أنني أصبحت هيكلا أمشي في الحياة من دون أي أمل، والحياة بالنسبة إلي كئيبة لأنك غير موجود فيها، فكنت الأمل وكنت الابن البار.. لقد تعبت والوهن تمكّن مني يا أعز الناس ولكن من يسكتني عن الحزن والألم عندما قال لي فضيلة شيخ الأزهر عند تعزيته لي إن ياسر (رحمه الله) إن شاء الله في جنات الخلد. وأقول مرة أخرى لقد أصبحت عجوزا وكل جسمي يتألم.. لو أنك كنت معي ما كنت لأحس بهذه الآلام، فكلمة الابن البار هي لك فقط.. وحشتني جدا يا ياسر (الله يرحمك) وأنتظر أن أراك قريبا... والدك: الدكتور محمد صالح

مشاركة :