أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «لبنان بحاجة إلى وئام واستقرار وأمان»، داعياً المسؤولين السياسيين إلى «الترفع إلى مستوى القضية الكبرى فالمرحلة دقيقة وتتطلب حكمة ووعياً، ورئيس الحكومة سعد الحريري خبره اللبنانيون وأهل السياسة، وهو يقوم اليوم بمهمات وطنية بامتياز». وشدد على أن الحريري «ضمانة وطنية كبرى وما يقدمه هو لمصلحة لبنان والتماسك الداخلي، وتحصين الوحدة الوطنية». ودعا إلى «مساعدته لتحقيق هذا العمل وتوفير كل الطاقات والجهود في هذه المرحلة المصيرية، لإيجاد قانون انتخاب جديد». ودعا دريان خلال مشاركته في مؤتمر نظمته دار الفتوى عن «دور المؤسسات الدينية الرسمية في تعزيز عمليات السلام والحوار» أمس المسؤولين إلى «التعاون مع الحكومة، وإبقاء خلافاتهم في الرأي ضمن الأطر الموضوعية، فالوفاق الوطني صمام أمان اللبنانيين». وحضر المؤتمر النائب عمار حوري ممثلاً الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، وشارك فيه مفتيا مصر الشيخ شوقي علام والأردن الشيخ محمد الخلايلة، ووكيل الأزهر الشريف الشيخ عباس شومان. ورفض دريان «وصف الإسلام بالإرهاب»، مؤكداً أن «المسلمين في لبنان، يقدرون حرية الرأي، ويعترفون بالآخر». ودعا «العاملين في المؤسسات الدينية الرسمية إلى تحمل المسؤولية باستعادة الزمام، في تدبير شأن الإسلام وتعزيز قيم التسامح والحوار والسلام في مجتمعاتنا المتنوعة». وطالب «القادة الدينيين بالتفكير وتقديم بدائل صالحة للمستقبل القريب والمتوسط على الأقل لمكافحة داء الإرهاب». ورأى أن «الخطر يواجه أوطاننا، وهو خطر لا يفيد في مواجهته التعلل بأي عذر، ولا الاكتفاء بأي شكوى، بل ولا يفيد فيه اتهام المؤامرة والمتآمرين، ولا السياسات الدولية، فالقتل الذي تمارسه جماعات الفساد لا يرضاه عقل ولا دين، وشهدنا أحداثاً هائلة في مصر وسورية». ولفت المفتي علام إلى أن «الخطر الداهم الذي يتمثل في انتشار التنظيمات الإرهابية المتطرفة يدعونا إلى أن نتكاتف لوأد الفتن، ولا شك في أن تهديد الوحدة الوطنية هو تهديد للأمن والاستقرار الذي تنعم به شعوبنا العربية والإسلامية». وأشار إلى أن «مصر حافظت على وحدة شعبها على رغم كثرة المخططات الإرهابية الفاشلة التي حاولت النيل من سلامتها». ورأى المفتي الخلايلة أن «الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى لم شملها وتوحيد كلمتها في مواجهة الأخطار والآفات التي تهدد كيانها ووجودها، ومنها آفة تشويه صورة الإسلام المشرقة»، معتبراً أن «معظم ما يحدث من فوضى وسفك للدماء ساهم فيه بعض من يتصدى للخطاب الإسلامي من دون أن يكون لديه تصور كامل عن هذا الأمر وما يحتف به من ظروف وملابسات». ودعا شومان الجميع إلى أن يدركوا أن «القوة المسلحة لا يمكن أن تكون أنجع من الحوار في حل المشاكل فلم يثبت في وقائع التاريخ القديم أن قوة حربية غاشمة أنهت خصومة أو خلفت أمناً وسلاماً». وأكد أن «جهود علماء الدين لن تؤتي ثمارها المرجوة من دون تبنيها من قبل السياسيين وصناع القرار المحلي والعالمي»، مشيراً إلى أنه «كان لمركز الأزهر لحوار الأديان دور رائد في هذا الإطار سيتوج نهاية هذا الشهر بتوقيع ميثاق السلام بين الأزهر والفاتيكان خلال الزيارة التاريخية المرتقبة للبابا فرانسيس». وأكد السفير الألماني مارتن هوت «أهمية الحوار والنقاش اللذين يعتبران الأساس الضروري في كل المعارف، وليس فقط الدينية منها».
مشاركة :