انضمام أحدث غوّاصة ألمانية لتشكيلات القوات البحرية المصرية

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وصلت إلى الإسكندرية أول غواصة مصرية حديثة من طراز ((209/1400)) ألمانية الصنع، إيذانًا بدخولها الخدمة بالقوات البحرية لتعزيز قدرتها علي تحقيق الأمن البحري وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية في البحرين الأحمر والمتوسط، وتوفير حرية الملاحة البحرية الآمنة ودعم أمن قناة السويس كشريان هام للتجارة البحرية الدولية، ولتكون قوة ردع لتحقيق السلام في ظل التهديدات والتحديات التي تشهدها المنطقة، وذلك استمرارًا لجهود القوات المسلحة في دعم وتطوير القدرات القتالية والفنية للوحدات والتشكيلات والأفرع الرئيسية وفقًا لأحدث النظم العالمية.
والغواصة الجديدة قادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحري، وتصل سرعتها إلى 21 عقدة، ويتراوح طولها من 73:60 مترًا، وبإزاحة تصل إلي 1400 طن، لها القدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات، وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، وتعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية، وتدعم قدرتها على حماية الأمن القومي المصري.
وتم التعاقد على الغواصة الألمانية طراز (209/1400) بتاريخ 12/12/2011، وبدأت أعمال البناء بترسانة شركة (TKMS) الألمانية بمدينة كيل بولاية "شلزفيج هولشتين" بألمانيا الاتحادية بتاريخ 7/3/2012 واستغرق البناء (57) شهرًا، وتم تدشين الغواصة بتاريخ 10/12/2015، وتسلّم الغواصة ورفع العلم المصري عليها بتاريخ 12/12/2016، والغواصة (41) الجديدة هي الأولى من أصل أربع غواصات حديثة تم التعاقد على تسلُّمها مع الجانب الألماني لتشكل تناغمًا وتكاملًا مع تنامي قدرات القوات البحرية السطحية مما يجعل القوات البحرية قادرة على تنفيذ الدور الفاعل للدولة المصرية بالمنطقة وتنفيذ المهام الصادرة لها من القيادة العامة للقوات المسلحة فى كل الأبعاد وبكل كفاءة واقتدار.
وتم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة في توقيت قياسي، وفقًا لبرنامج متزامن بكل من مصر والمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات، حيث تم تدريب طاقم الغواصة من خلال مجموعة من التدريبات النظرية أعقبها تدريبات عملية للطاقم بالميناء وبالبحر، والتدريب على الإبحار الآمن بالمياه الضحلة والمياه العميقة علي مدار (90) يومًا بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق في العمل والتدريب، ليكونوا جديرين بالثقة التي أولاها الشعب المصري لهم، وتنفيذ المهام التي تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار.
وكانت الغواصة قد غادرت ميناء كيل بألمانيا في صبيحة الثلاثاء الموافق 28/3/2017م بصحبة الفرقاطة المصرية (سجم إسكندرية)، والإبحار لمسافة (3644) ميلًا بحريًّا لمدة (22) يومًا، مرت خلالها عبر عدد من الممرات والقنوات الملاحية الدولية (قناة كيل ونهر إلبة ببحر الشمال– مضيق دوفر والقناة الإنجليزية بالمحيط الأطلنطي– مضيق جبل طارق ومضيق بنتلاريا بالبحر المتوسط) وصولًا إلى رأس التين بالإسكندرية، ونفذ طاقم الغواصة أول مهامه القتالية من خلال تدريب مشترك مع وحدات من القوات البحرية يوم 18/4/2017 قبالة السواحل المصرية.
وحرصت القوات المسلحة على توفير منظومة متكاملة للتأمين الاداري والفني من خلال تطوير الأرصفة المخصصة لاستقبال ورباط الغواصات طراز(209) الجديدة بالقوات البحرية وتجهيزها بجميع الخدمات والمرافق وفقًا لأحدث الأنظمة، وإنشاء تغطية معدنية كاملة لمنطقة الأرصفة بمسطح يتجاوز 30 ألف م2، وتزويد الارصفة بعدد من الاوناش متدرجة القدرة لتحميل وتفريغ المنظومات القتالية والإدارية والفنية، فضلًا عن ورشة إصلاح بيرسكوب والعديد من ورش الصناعات والمخازن واماكن الايواء والمكاتب الادارية.
وخلال مراسم الاحتفال بوصول الغواصة لمصر أكد اللواء بحري اح أحمد خالد حسن سعيد قائد القوات البحرية أننا نشهد اليوم لحظة جديدة من اللحظات الهامة فى تاريخ قواتنا البحرية وحلقة جديدة من حلقات تطويرها كمًّا وكيفًا لتكون فى مصاف بحريات العالم الفاعلة وتعمل على الرفع من قدراتها القتالية لتحقيق الاحكام الشامل والسيطرة التامة على سواحل جمهورية مصر العربية مع الحفاظ على مياهنا الاقليمية والاقتصادية.
وأشار قائد القوات البحرية إلى أن القطعة الجديدة من أسطولها البحرى وهى الغواصة رقم 41 (طراز دولفين 209)، تعد من أحدث الغواصات على مستوى العالم، تمثل دليلا على رؤية القيادة السياسية وقواتنا المسلحة للتحديات والتهديادات المتنامية بالمنطقة سواء القائمة أو المستقبلية، وكذا تفهم دور القوات البحرية فى الحفاظ على القدرات الشاملة للدولة.
وأضاف أنه قد تبنت القوات المسلحة فى الفترة الأخيرة خطة تطوير شاملة تعمل على دعم القدرات القتالية لقواتها البحرية، حيث بدأت خطة التطوير بتسليح القوات البحرية بوحدات حديثة ذات قدرات قتالية عالية وفترة بقاء طويلة فى البحر واتزان قتالى عال، مع تطوير وإنشاء بنية تحتية لاستقبال وخدمة هذة الوحدات من أرصفة بحرية والمنشات والقواعد البحرية.
وأوضح أن تطوير التسليح لم يقتصر على الوحدات السطحية فقط بل امتد ليشمل بعدًا أكثر عمقًا وهو الغواصات لتشكل قدرة استراتيجية مضافة للقوات البحرية وكذا ردع كل مَن تسوِّل له نفسه المساس بمياهنا الغالية، ولم يقتصر التطور على الوحدات الحديثة فقط بل امتد ليشمل نقل تكنولوجيا التصنيع والبناء المعتمدة على العقول والسواعد المصرية وكذا الاهتمام بالجندى المقاتل على كل الأوجه والمستويات.
وفى نهاية كلمته وجه الشكر لأبطال ومقاتلي القوات البحرية على ما يبذلونه من جهود في حماية السواحل والمياه الإقليمية المصرية، مشيدًا بطاقم الغواصة قائلا "أنتم اليوم دم جديد فى شريان القوات البحرية المصرية، فقد أصبحتم درعًا وقوة ليس لمصر فقط بل للمنطقة العربية بأسرها، ومصر تنتظر منكم العمل وبذل المزيد من الجهد والعرق لإعلاء راية الوطن.

مشاركة :