القاهرة: «الخليج» تسلمت مصر أول غواصة بحرية من ألمانيا، ضمن صفقة تضم 4 غواصات، حيث وصلت الغواصة الجديدة إلى الإسكندرية، وهي حديثة من طراز «209-1400»، إيذاناً بدخولها إلى الخدمة في القوات البحرية المصرية، لتزيد من القدرات المصرية في البحرين المتوسط والأحمر وقناة السويس، وتعزز قدرات مصر في حماية حدودها، ومصالحها الاقتصادية، فالغواصة مزودة بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، وتمثل إضافة تكنولوجية للبحرية المصرية، ومن المقرر أن تتسلم مصر غواصة ثانية من نفس الطراز في الربع الأخير من العام الجاري، حيث يتم تجهيزها للإبحار إلى مصر.وقالت القوات المسلحة المصرية، في بيان أمس، إن الغواصة الجديدة قادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحري، وتصل سرعتها إلى 21 عقدة، ويبلغ طولها 73.60 متر، وبقدرة إزاحة تصل إلى 1400 طن، ولها القدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات. وأوضحت أنه تم التعاقد على هذه الغواصة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2011، وبدأت أعمال البناء بترسانة شركة «تي. كي.إم. إس»، الألمانية، في مدينة كيل بولاية شلزفيج هولشتين، في 7 مارس/آذار 2012، واستغرق البناء 57 شهراً، كما تم تدشين الغواصة في 10 ديسمبر 2015، واستلامها ورفع العلم المصري عليها في 12 ديسمبر 2016. وأشارت إلى أن هذه الغواصة الجديدة، هي الأولى من أصل أربع غواصات حديثة، تم التعاقد على استلامها مع الجانب الألماني، موضحة أنه تم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة في توقيت قياسي، وفقاً لبرنامج متزامن، حيث تم تدريب طاقم الغواصة نظرياً وعملياً، كما تم التدريب على الإبحار الآمن بالمياه الضحلة، والمياه العميقة على مدار 90 يوماً، بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق في العمل والتدريب، ليكونوا جديرين بالثقة التي أولاها الشعب المصري لهم، وتنفيذ كافة المهام التي تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار.وكانت الغواصة قد غادرت ميناء كيل في ألمانيا صبيحة الثلاثاء 28 مارس الماضي، بصحبة فرقاطة مصرية، حيث تم الإبحار لمسافة 3644 ميلاً بحرياً لمدة 22 يوماً، مرت خلالها عبر قناة كيل، ونهر إلبة ببحر الشمال، ومضيق دوفر، والقناة الإنجليزية، ومضيق جبل طارق، ومضيق بنتلاريا بالبحر المتوسط، وصولاً إلى رأس التين بالإسكندرية، ونفذ طاقم الغواصة أولى مهامه القتالية من خلال تدريب مشترك، مع وحدات من القوات البحرية يوم أمس الأول، قبالة السواحل المصرية. وأكد اللواء أركان حرب بحري، أحمد خالد قائد القوات البحرية، في مؤتمر صحفي، أمس، أن الأسطول البحري شهد في الآونة الأخيرة عملية إحلال وتحديث، في إطار الخطة الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة، مضيفاً أن الصفقات التي تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين، ساهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية، والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت، مما يساهم في دعم الأمن القومي المصري، في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حالياً.وأشار إلى أن امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة يتطلب تكلفة تشغيلية عالية، مؤكداً أن القوات البحرية تعتبر تلك التكلفة صغيرة، لأنها تقوم بتأمين مصادر الثروات القومية بأعالي البحار، مثل حقول الغاز والبترول.وأضاف أن مصر من أوائل الدول في الشرق الأوسط، التي تمتلك هذا الطراز من الغواصات، والتي تساهم في رفع تصنيف الجيش المصري والقوات البحرية بقدراتها القتالية العالي، مشيراً إلى أن طول مدة بقاء الغواصة في البحر، مع تنوع الأسلحة بها، يمكناها من إدارة الأعمال القتالية منفردة أو بالتعاون مع الوحدات والتشكيلات البحرية، كونها سلاحاً استراتيجياً قادراً على تنفيذ المهام في سرية تامة، ولمسافات بعيدة جداً عن حدود الدولة المصرية، موضحاً أن القوات البحرية المصرية تستخدم الغواصات منذ منتصف القرن الماضي، وما تم هو رفع للقدرات القتالية للقوات البحرية، ليتناسب مع المتغيرات الإقليمية المحيطة، مؤكداً أنه جارٍ تجهيز الغواصة الثانية للاستلام والإبحار للعودة إلى أرض الوطن في الربع الأخير من العام الجاري.
مشاركة :