70 % من أمراض الجهاز التنفسي لا تفيد معها المضادات الحيوية

  • 5/9/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كشف لـ«عكاظ» كل من عميد كلية التمريض بجامعة أم القرى الدكتور أيمن جوهرجي، ومدير صحة البيئية بالعاصمة المقدسة الدكتور محمد الفوتاوي، أن 70% من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي لا تفيد معها المضادات الحيوية كما يعتقد البعض، مشيرين إلى أن هناك نقصا في ثقافة المجتمع من الناحية الوقائية، حيث لا يعرف البعض أن معظم الفيروسات ليس لها علاج، مشددين على أهمية التعقيم وغسل اليدين جيدا للوقاية من كورونا، ومبينين أنه تم تدريب 400 ألف عامل بالعاصمة على طريقة التعامل مع العملاء لتفادي انتقال الفيروس. تقصير في التوعية بداية يقول الدكتور أيمن جوهرجي: «للأسف المجتمع ليس لديه فكرة عن الفيروسات، فهناك فرق كبير بين الفيروسات والبكتيريا والجراثيم، فمعظمنا يتوقع أي مرض معد يصيبه يعالج بمضاد حيوي وهذا خطأ، وفيروس مثل كورونا ليس له علاج ولا لقاح». وأضاف «على سبيل المثال 70% من الأمراض التي تأتي من الجهاز التنفسي سببها الفيروسات و30% بكتيريا، فالفيروسات لا يفيد معها المضاد الحيوي، وهناك نقص في ثقافة وتوعية المجتمع، ونحن كخبراء مقصرون في حق المجتمع من هذه الناحية وكذلك الإعلام، واكتشفت أن بعض الناس يهملون اللقاحات الضرورية لأبنائهم فهذا على المدى البعيد يأثر على صحتهم». غسل اليدين وذكر جوهرجي أن بعض الفيروسات تسبب أمراض الجهاز الهضمي، لكن عادة معظم الأطعمة تنقل بكتيريا لإفرازها بعض السموم وأيضا ظهور الطفيليات التي تنقل الأمراض في الأطعمة، مبينا أن التسمم الغذائي هو انتشار بيكتيريا معينة وليس للفيروسات علاقة بها؛ لأن معظم الفيروسات تكون ضعيفة وتنتهي بمجرد غسيل اليد أو إذا دخلت الفم تنتهي باللعاب أو عصارة المعدة. واستطرد «ولكن كجانب وقائي واحترازي يجب أن نهتم بالنظافة وغسيل اليد باستمرار عند ملامسة الأشياء غير المعقمة، واستخدام الكاسات والمناديل الورقية وأيضا السائل المعقم لليدين، فنحن نتمنى أن يكون هناك تعاون مع أصحاب المطاعم والمحلات التجارية لوضع كل الأدوات الوقائية لمنع انتقال أي فايروس أو عدوى، فهذا دور بسيط يمكن أن ينفذوه ليساعدوا أفراد المجتمع». مرض متفش وليس وباء ويرى الدكتور جوهرجي أن «كورونا» عبارة عن مرض متفش ولم يصل إلى مرحلة الوباء كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أنه على حسب تقسيم منظمة الصحة العالمية فإن الأمراض على ثلاثة أقسام: مستوطنة كالملاريا، وأمراض متفشية في حالات معينة، وأمراض وبائية، والوباء بالتأكيد ينتشر على مستوى عالمي كفيروس الإيدز، وفيروس الانفلونزا الإسبانية، ولكن هناك فيروس السارس، الذي بدأ في مدينة غواندونغ في الصين من بين عام 2003 إلى 2004 توفي بسببه 400 حالة فقط من بين 8 آلاف حالة، فهذا كان مرضا متفشيا وليس وباء، ونفس الموضوع الآن ينطبق على كورونا باعتباره مرضا متفشيا ولكن لم يصل إلى مرحلة الوباء، لافتا إلى أن الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي تظهر في فترة وتختفي في أخرى، مستشهدا بـ«كورونا» ومنوها بأنه يظهر في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، وثم يبدأ بالاختفاء عند نهاية فصل الربيع، ومتوقعا انخفاضه خلال شهر وبالذات في فصل الصيف لأن الفيروس لا يعيش في الحرارة، وداعيا في ذات الوقت إلى العزل الكامل بالنسبة لمرضى كورونا في المستشفيات حتى لا تنتقل العدوى إلى أشخاص آخرين، وقبل ذلك الاحتياط الوقائي بالنسبة للممرضين الذين يخالطون المريض أكثر من الأطباء. وعي مجتمعي من جهته، قال مدير صحة البيئية بالعاصمة المقدسة الدكتور محمد الفوتاوي إن مواجهة الفيروسات بالنسبة لهم يتطلب منهم العمل لمعرفة عدة أشياء؛ لأن مكة المكرمة مختلفة عن أي مدينة على وجه الأرض وتستقبل المعتمرين والحجاج والزوار من كافة بقاع المعمورة، وأحيانا يكونون مصابين بأمراض معينة، لذلك يضعون الاحتياط لأي لمواجهة أي مرض وتسخير كافة الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن، عبر إجراءات وقائية وتدابير صحية، مبينا أن لديهم مركز تدريب للعمالة يتعلمون عبره كل الجوانب الصحية، خاصة العاملين في صوالين الحلاقة والمغاسل والمطاعم لمكافحة كورونا، ويزيد «العامل لا يستطيع الحصول على شهادة صحية إلا بعد التدريب من قبل مركزنا، ولدينا 400 ألف عامل لديهم شهادات صحية الآن، كما أن العامل الذي يخرج خارج المملكة سيتم إعادة فحصه والكشف الصحي عليه وإصدار شهادة صحية جديدة له بعد العودة». وأضاف «نجبر المشرفين على المطاعم بارتداء الكمامات والقفازات وغطاء الرأس، وإذا ظهرت أي حالة اشتباه بمرض كورونا لدى العامل نستبعده فورا، ويجب أن يكون هناك وعي لدى المواطنين بالمرض وتجنب الأشياء التي تنقله وأفضل أن يكون هناك إدراك من المجتمع للوقاية، فنحن لا نستطيع تغيير سلوكيات الناس ولكن نوجههم ونلزمهم إذا أمكن». زيارات للمدارس وأبان الدكتور الفوتاوي أنهم يزورون المدارس للتوعية بالمرض وكيفية الوقاية منه، بأهمية الغسيل والتعقيم، موضحا أنهم سيواصلون الندوات والمحاضرات في هذا الشأن، كما أن لهم مختبرات خاصة في صحة البيئة «احترازية ووقائية» لتجنب أي حالات اشتباه بكورونا ويأخذون عينات عشوائية من خلال عملهم تحسبا لأي إصابة.

مشاركة :