كان من المفترض أن أحضر ملتقى الإعلام البترولي الثالث لدول مجلس التعاون في أبو ظبي لولا أن ظروفي الشخصية حالت دون ذلك. ولذلك ربما يكون من المفيد أن أشارك بهذه الكلمة، أو هذا المقال، إسهاما مني في تعزيز شعار الملتقى: «الإعلام البترولي الخليجي والاتجاهات المستقبلية». ربما لا يعلم البعض أن مسألة الإعلام البترولي مسألة قديمة حضرت واحداً من نقاشاتها ذات يوم من سنة 1988 في مكتب وزير البترول والثروة المعدنية آنذاك، المرحوم هشام ناظر، الذي أراد أن يؤسس لإعلام بترولي سعودي ناضج يتسق مع موقع المملكة؛ باعتبارها دولة البترول الكبرى المؤثرة في صناعته حول العالم. بعد ذلك كانت هذه المسألة تظهر وتختفي بحسب ما يطرح، من وقت لآخر، من أن دول البترول ليس لديها إعلام بترول مؤثر وفاعل. وقد بقينا، ولا نزال، نعتمد في متابعة أحوال السوق البترولية وتحليلاتها وتوقعاتها الآنية والمستقبلية على الإعلام الأجنبي المحترف، الذي يتوفر له صحفيون وكتاب ومحللون متخصصون يضعون، وهذا طبيعي، مصالح دولهم في مقدمة اهتماماتهم. أي إننا نستهلك الإعلام البترولي ولا ننتجه. وهذا أضعف كثيراً وعينا وثقافتنا البترولية سواء أكان ذلك على مستوى النخب أم على مستوى الناس العاديين الذين يدخل البترول في صميم مداخيل وتفاصيل حياتهم. وأكاد أؤكد أنك لو سألت مواطناً خليجياً عن أي بديهية في صناعة البترول لم تجد إجابة شافية أو دقيقة على سؤالك.!! لذلك إذا سمح لي منظمو وحضور ملتقى الإعلام البترولي في أبوظبي فإنني أقدم لهم هنا مقترحين لتعزيز الثقافة الشعبية لصناعة البترول وصناعات الطاقة بشكل عام في المنطقة. الاقتراح الأول هو، بما أننا ندخل الآن إلى صناعات طاقة غير البترول في كل دولنا، أن يتغير اسم الملتقى ليصبح: (ملتقى إعلام الطاقة لدول مجلس التعاون الخليجي). والاقتراح الثاني هو أن يوصي الملتقى بإنشاء (الجمعية الخليجية لإعلام الطاقة) لتكون مظلة دائمة لإعلاميي صناعات الطاقة بمختلف أنواعها تجمعهم وتطور مهاراتهم وتنمي احترافيتهم في هذا المجال.
مشاركة :