أكد متخصص نفطي أن روسيا لا تريد قطع إمدادات الغاز عن أوروبا، انطلاقا من رغبتها الأكيدة في أن تبقى مصدراً مستقراً يمكن للدول الأوروبية الاعتماد عليه. وبين كبير الاقتصاديين في شركة "إن جي بي" لإدارة استثمارات الطاقة الأمريكية الدكتور "أنس الحجي" أن ذلك ما تؤيده تصريحات المسؤولين والأدلة التاريخية حيث إن روسيا لم تقطع إمدادات الغاز على أوروبا ولم تستخدمه كسلاح ضد الأوروبيين، بل إن الذين قطعوا إمدادات النفط في الماضي عن أوروبا هم الأوكرانيون وليس الروس، مبيناً أن أوكرانيا كذلك لا تريد وقف ضخ الغاز عبر أواكرانيا لأنها تود أن تبقى مهمة لكل من روسيا وأوروبا في الوقت الذي تعتمد فيه القارة الأوروبية بشكل كبير على إمدادات الغاز الروسي لا سيما أنه لا يوجد لهذا الغاز أي بديل في الوقت الحالي. وقال الدكتور الحجي في ضوء الحقائق السابقة نجد أن السؤال الأجدر بالطرح هو كيفية حل هذه المعضلة بشكل يجلب الفائدة للجميع، لا سيما وأن ذلك يأتي بالتزامن مع ضم روسيا للقرم واحتمال ضمها لشرق أوكرانيا، حيث إن الغاز الروسي في قلب المعركة ويعمل كسلاح قوي وإن لم يقم الروس باستخدامه، وبناء على ذلك فإن أي أثر كبير على أسواق الطاقة سيكون نتيجة تصرف سياسي غير منطقي من قبل أي طرف من هذه الأطراف. وأضاف إن أي أثر للأزمة على أسواق النفط والغاز العالمية سيكون نتيجة للعقوبات التي قد تفرضها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، حيث تعلمت هذه الدول في السنوات الأخيرة من التعامل مع إيران أن العقوبات على البنوك قد تؤثر بشكل كبير على صادرات الدولة النفطية المستهدفة ولكن من الواضح أن الإعلام العالمي يتجاهل قضية حساسة وهي أن أهمية أوكرانيا للعالم تكمن في كونها بلداً زراعياً مصدّراً للعديد من الحبوب والمنتجات الزارعية خاصة لدول الخليج، كما أنه يتم تجاهل الاستثمارات الأجنبية الضخمة في القطاع الزراعي الأوكراني.
مشاركة :