رونالدو ينصب نفسه ملكا على عرش أبطال أوروبانصب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو نفسه هدافا تاريخيا بلا منازع في البطولة الأوروبية، بعد تسجيل ثلاثية (هاتريك) قاد بها ريال مدريد الإسباني إلى الفوز على بايرن ميونيخ الألماني وانتزاع بطاقة التأهل للدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.العرب [نُشر في 2017/04/20، العدد: 10608، ص(23)]خطوات متسارعة نحو القمة مدريد - بلغ مهاجم ريال مدريد الإسباني حامل اللقب الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو حاجز الـ100 هدف في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بتسجيله ثلاثية في مرمى بايرن ميونيخ الألماني (4-2 بعد التمديد) في إياب ربع النهائي. وبات رونالدو صاحب ثنائية الفوز ذهابا في ميونيخ (2-1)، أول لاعب يصل حاجز المئة هدف، رافعا رصيده إلى 101 هدف في المسابقة القارية العريقة بينها هدف في الدور التمهيدي. وكان رونالدو بلغ حاجز المئة هدف في المسابقات القارية عندما سجل ثنائية الفوز ذهابا، وعلق الخميس الماضي على بلوغه حاجز المئة في المسابقات الأوروبية قائلا “عندما بدأت تسجيل الأهداف في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لم أكن أفكر أنني سأبلغ هذا الرقم القياسي. بالنسبة إلي، إنه شرف”. لم يكن هذا الموسم هو أفضل مواسمه، فمتوسط أهدافه هو الأقل خلال السنوات الأخيرة، كما أن الصحافة بدأت تثير الشكوك حوله، إلا أن كريستيانو رونالدو عاد مرة أخرى إلى قمة تألقه في فترة حاسمة من مسيرة ريال مدريد في الموسم الجاري. ولم يسبق لأي لاعب في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا أن أحرز خمسة أهداف في دور الثمانية. هذا بالإضافة إلى أن أهداف رونالدو الخمسة أمام بايرن ميونيخ جاءت في مرمى مانويل نوير، أفضل حارس في العالم في الوقت الراهن. وقال رونالدو عقب اللقاء “كنا نعرف أنه علينا أن نلعب بشكل جيد للغاية لأن بايرن قادر على أن يسجل أهدافا في أي ملعب، كما أنه أظهر أنه فريق رائع، ولكن ريال مدريد هو ريال مدريد”. وأضاف النجم البرتغالي، الذي سجل 103 أهداف في جميع البطولات الأوروبية “الفريق كان رائعا، استطاع أن يتحمل الضغط، نستحق أن نكون الفائزين”. وأكد رونالدو عقب المباراة “أطالب فقط بألا يطلقوا صافرات استهجان ضدي هنا، لا أطالب بإطلاق اسمي على أحد الشوارع، الشيء الوحيد الذي أطلبه هو ألا يطلقوا الصافرات، لأنني أقدم أفضل ما لدي وعندما لا أحرز أهدافا أسعى حينئذ إلى مساعدة ريال مدريد”.ييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد الإسباني يُبدي سعادة بالغة وأكد شعوره بالفخر إثر انتزاع فريقه بطاقة التأهل للدور قبل النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا على حساب ليستر سيتي وقبل رونالدو، دون استياء، نظام التناوب بين اللاعبين الذي يتبناه زيدان في ريال مدريد، حيث غاب النجم البرتغالي عن مباراة سبورتنغ خيخون الأخيرة في بطولة الدوري الإسباني، بالإضافة إلى أنه لعب في الأشهر الأخيرة دقائق أقل من المعتاد. ولكن كل هذا كان له مفعول السحر على أداء هذا اللاعب الكبير، وهو ما ظهر جليا أمام بايرن ميونيخ، حيث تمتع بلياقة بدنية عالية وثقة كبيرة بالنفس، مما يصعب على أي منافس مهمة إيقافه. اعتماد تقنية الفيديو في الطرف المقابل طالب مدرب نادي بايرن ميونيخ الألماني كارلو أنشيلوتي الاتحاد الأوروبي للعبة بإدخال تقنية الفيديو في التحكيم. المباراة تخللتها احتجاجات من بايرن على التحكيم، لا سيما الهدف الثاني لرونالدو (عادل به النتيجة 2-2) الذي أثبتت الإعادة التفزيونية أنه كان متسللا، إضافة إلى البطاقة الصفراء الثانية التي نالها لاعب بايرن الدولي التشيلي أرتورو فيدال، والتي أدت إلى طرده قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي. وقال أنشيلوتي عقب المباراة “أعتقد أننا كنا نستحق أكثر من ذلك (…) ثمة قرارات عاقبتنا بشكل كبير”. وأضاف “البطاقة (الصفراء الثانية) التي نالها أرتورو لم تكن بطاقة، ثم سجل رونالدو هدفين من موضع تسلل… من الواضح أننا غير سعداء”، متابعا “في ربع النهائي عليك أن تضع حكما أفضل، أو أنه حان الوقت لاعتماد تقنية الفيديو في التحكيم، وهو ما يحاول الويفا (الاتحاد الأوروبي) القيام به، لأنه ثمة أخطاء كبيرة”. وهي المرة الرابعة تواليا التي يخرج فيها بايرن من دوري أبطال أوروبا على يد ناد إسباني. واعتبر أنشيلوتي الذي خاض الثلاثاء مباراته الأولى على ملعب سانتياغو برنابيو منذ إقالته من تدريب ريال مدريد عام 2015، إنه “لو لم يرتكب الحكم أخطاء، لا نعرف ماذا كان سيحدث (…) مرارا تساورنا شكوك حول بعض القرارات، لكن هنا لم يكن ثمة شك. لم نكن في حاجة إلى إعادة لنرى أن أرتورو لمس الكرة”، في إشارة إلى تدخله على أسينسيو. إلا أن الفرنسي زين الدين زيدان، المدرب الحالي لريال والمساعد السابق لأنشيلوتي في النادي الملكي، رأى أن الهدف الثاني لبايرن (الذي سجله راموس خطأ) نجم أيضا عن حالة تسلل. وقال “للحكم مهمة صعبة جدا (…) قيل لي إن هدفهم الثاني كان تسللا أيضا”، مضيفا “هذه هي كرة القدم”. شعور بالفخر أبدى دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد الإسباني سعادة بالغة وأكد شعوره بالفخر إثر انتزاع فريقه بطاقة التأهل للدور قبل النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا على حساب ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنكليزي. وتعادل أتلتيكو مدريد مع مضيفه ليستر سيتي 1-1 في إياب دور الثمانية ليفوز الفريق الإسباني بنتيجة إجمالية 2-1 ويتأهل إلى المربع الذهبي بالبطولة للمرة الثالثة خلال أربعة أعوام. كريغ شكسبير: أتلتيكو فريق عظيم وتعرضنا للإقصاء علي يد أحد أفضل الأندية وافتتح ساؤول نيغويز التسجيل لأتلتيكو في الدقيقة الـ26 ثم سجل جيمي فاردي هدف التعادل لليستر في الدقيقة الـ61 لكنه لم يكن كافيا لتغيير مصير المواجهة. وقال سيميوني عقب تأهل أتلتيكو، الذي وصل إلى نهائي دوري الأبطال في 2014 و2016 لكنه لم يسبق له الفوز باللقب، “العاطفة تغمرني وأشعر بالفخر إزاء الأداء الذي قدمه الفريق”. وعلى الجانب الآخر، تحسر فاردي على الخروج من دور الثمانية قائلا “لقد قدمنا كل ما لدينا، خاصة في الشوط الثاني. وللأسف لم نجن الثمار. قدمنا كل شيء على الملعب، ثم تركنا كل شيء عليه لدى خروجنا”. من جانب آخر أكد كريغ شكسبير، مدرب ليستر سيتي، عقب توديعه دوري الأبطال أن الروخيبلانكوس “لديه القدرة على الفوز بالبطولة”. وقال شكسبير “أتلتيكو لم يحالفه الحظ بالأدوار النهائية بالنسخ الأخيرة، لكنه أثبت أن لديه القدرة على الفوز باللقب”. وأضاف مدرب ليستر سيتي “بالطبع أشعر بالإحباط؛ بسبب الإقصاء، لكن في نفس الوقت أنا فخور للغاية بلاعبي. الأتلتي فريق عظيم وتعرضنا للإقصاء علي يد أحد أفضل الفرق”. وتابع “لاعبو فريقي يشعرون بالآلم، لكن عليهم أن يكونوا فخورين أيضا. أداؤهم كان استثنائيا على الرغم من أنه كان ينقصنا الحسم”. وأضاف “كنا مدركين لحجم التحدي الذي يواجهنا. عقب مباراة الذهاب كنا نشعر أن الفرصة ما زالت أمامنا”. وأبرز شكسبير الذي تولى تدريب الفريق عقب إقالة الإيطالي كلاوديو رانييري وينتهي عقده نهاية الموسم الجاري، أنه واثق من أن لاعبيه مازالت لديهم الرغبة في تحقيق المزيد، و”سيكافحون للعودة إلى التشامبيونز ليغ”.
مشاركة :