توقف أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بعضهم منذ 24 ساعة، في منطقتين قريبتين من مدينة حلب في شمالي سوريا، في انتظار إطلاق النظام السوري لمعتقلين لديه لإتمام صفقة تبادل سكاني بين المعارضة والنظام برعاية إيران وقطر. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس 20 أبريل/نيسان 2017، أنه في حال إتمام الصفقة سيتحرك هؤلاء العالقون إلى وجهاتهم النهائية، بعد أن تم إجلاؤهم من بلدات محاصرة. وتم الأربعاء إجلاء ثلاثة آلاف شخص، بينهم 700 مقاتل موالين لقوات النظام السوري من بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، في محافظة إدلب (شمال غرب)، فيما خرج 300 شخص، غالبيتهم من مقاتلي الفصائل المعارضة من بلدات الزبداني وسرغايا والجبل الشرقي في ريف دمشق. وبعد نحو 24 ساعة على وصولها إلى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، لا تزال 45 حافلة تُقلُّ أهالي الفوعة وكفريا، تنتظر إكمال طريقها إلى مدينة حلب، فيما تنتظر 11 حافلة آتية من ريف دمشق منذ نحو 12 ساعة في منطقة الراموسة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام لتتوجه إلى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة. وأوضح المرصد السوري أن "تحرُّك القافلتين مرهون بعملية الإفراج عن معتقلين في سجون قوات النظام"، بموجب الاتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، الذي تم برعاية إيران أبرز حلفاء دمشق، وقطر الداعمة للمعارضة، ونصَّ على إجلاء المحاصَرين من هذه المناطق المحاصرة.لا صفقة دون معتقلين وأفاد المرصد بأن "القافلتين لن تتحركا إلا بعد الإفراج عن 750 معتقلاً ومعتقلة في سجون النظام ووصولهم إلى مناطق سيطرة المعارضة". وينص الاتفاق على أن كلَّ مراحل عملية الإجلاء يجب أن تتم بالتزامن مع الإفراج عن 1500 معتقل من سجون النظام، بالتزامن مع تنفيذ مرحلتي الإجلاء. ومن المفترض تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، التي ستشمل إجلاء مَن تبقَّى في المناطق المحاصرة، والإفراج عن دفعة ثانية من المعتقلين، في يونيو/حزيران 2017. واستؤنفت، الأربعاء، المرحلة الأولى من عملية الإجلاء في ظلِّ إجراءات مشددة، بعد أربعة أيام من توقفها إثر تفجير دموي استهدف الدفعة الأولى من الذين خرجوا من الفوعة وكفريا أثناء توقف الحافلات في منطقة الراشدين، ما تسبب بمقتل 126 شخصاً، بينهم 68 طفلاً. وضمَّت الدفعة الأولى نحو 5000 شخص، بينهم 1300 مقاتل موالين للنظام من الفوعة وكفريا، و2200 شخص ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من مضايا والزبداني. وفي العام الأخير 2017، شهدت مناطق سورية عدة، خصوصاً في محيط دمشق اتفاقات إخلاء بين الحكومة والفصائل، تضمَّنت إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين، وخصوصاً من معاقل الفصائل المعارضة.
مشاركة :