نفى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أمس أن يكون ديكتاتورًا، وقال إن الشعب التركى قال كلمته بشأن التعديلات الدستورية، وعلق على النسبة الضئيلة التى استطاع بمقتضاها تمرير تعديلاته الدستورية بأن الأمر كمباراة كرة قدم، ولقد حصلت على الثلاث نقاط، حتى لو بفارق هدف.
وحققت التعديلات الدستورية نسبة موافقة بلغت أقل من ٥٢٪، وستتحول البلاد بمقتضاها من النظام البرلمانى إلى الرئاسي.
وفى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» الأمريكية، قال الرئيس التركي: «لا أريد السيطرة على البلاد، ولا أسعى للهيمنة عليها، ولا أفكر فى تمكين نفسى من النظام السياسي».
ووصف التعديلات بأنها تحول تاريخى للديمقراطية فى بلاده.
وتتيح التعديلات لأردوغان إلغاء منصب رئيس الوزراء وتعيين الحكومة وبعض كبار القضاة وتؤدى إلى الحد من سلطة البرلمان فيما يتعلق بمراجعة التشريعات.
وتعمد الرئيس التركى اختزال الديمقراطية فى عمليات الاقتراع فحسب قائلا: «لدينا هنا صندوق اقتراع، والديمقراطية تحصل على قوتها من الشعب، وهذا ما نسميه الإرادة الوطنية».
وشبّه أردوغان نتيجة الاستفتاء بنتيجة مباراة لكرة القدم، قائلًا فى هذا الخصوص: «إنّ ربحت المباراة بنتيجة هدف مقابل لا شيء، فإنك ستكسب ثلاث نقاط، وإن ربحت المباراة بنتيجة ٥ أهداف مقابل لا شيء، فإنك أيضًا ستنال ٣ نقاط، المهم أن تربح المباراة».
وعن الانتقادات التى يوجهها المراقبون الدوليون لنتائج الاستفتاء، قال أردوغان: «الغرب أراد أن يتآمر على تركيا، لكن هذه المؤامرة فشلت وهذا واضح للعيان، والآن لا يستطيعون تقبّل نتيجة الاستفتاء».
وردا على سؤال عما إذا كان النظام الرئاسى الذى تمت الموافقة عليه فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذى شهدته تركيا يوم الأحد الماضي، هو نظام جيد فقط لرجل واحد، قال الرئيس التركى إنه كرر مرات عديدة أن النظام الرئاسى ليس نظاما خاصا بطيب أردوغان، وأنه لا يمكن إعداد نظام كهذا من أجل شخص «فانٍ» يمكن أن يموت فى أى لحظة.
وانتقد أردوغان من يصفونه بــ«الرجل الواحد» قائلا «مؤسس جمهوريتنا مصطفى كمال كان رئيس الحزب وفى نفس الوقت رئيس الجمهورية، ومن بعده كان (عصمت) إينونو أيضا رئيس الحزب ورئيس الجمهورية. إن زعيم المعارضة الذى يستخدم هذه العبارة لوصفي، لا يعرف تاريخ حزبه».
وأكد أن الهدف من النظام الرئاسى هو القضاء على وجود «رأسين» للسلطة ممثلين فى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، بحيث تدار الدولة من قبل رئيس الجمهورية فقط، وهو ما سيجعل منها دولة أقوى.
وقال ممثلون عن ائتلاف من الهيئات الدولية إن التصويت جرى على «مجال غير متكافئ» مع حملة «نعم» التى تهيمن على التغطية الإعلامية.
وعن الانتقادات بأن النظام الرئاسى سيفضى إلى الديكتاتورية، قال إن هناك من وصفوه بالديكتاتورية خلال السنوات الـ١٤ الماضية، رغم أنه لم يكن هناك نظام رئاسى خلالها.
ورأى أن القول بأن الصناديق الانتخابية يمكن أن تسفر عن ديكتاتور هو «إهانة كبيرة للمواطنين الذين عبروا عن رأيهم عبر الصناديق».
وفى شأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس التركي: «حققنا كل شروط الانضمام، إلّا أنّ الاتحاد الأوروبى ماطل فى هذه المحادثات مدة ٥٤ سنة، وفى الآونة الأخيرة لم تلتزم دول الاتحاد بتعهداتها تجاهنا، فقد استقبلنا ٣ ملايين لاجئ سوري، ووعدونا بدفع ٣ مليارات يورو لمساعدة اللاجئين السوريين المقيمين داخل أراضينا، غير أنهم تقاعسوا فى الوفاء بوعودهم».
وأضاف «كما تعهد الاتحاد الأوروبى برفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، وأخلفوا هذا الوعد أيضًا، وتركيا بإمكانها وضع حد لمحادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى عبر مناقشة الأمر فى البرلمان ومن ثمّ إجراء استفتاء بهذا الخصوص».
وقال: «الاتحاد الأوروبى جعلنا ننتظر عند بابه لمدة ٥٤ عاما.. هذا من وجهة نظرى السياسية، غير مقبول، لقد حاولنا جاهدين قبول جميع متطلبات الاتحاد الأوروبي، فالاتحاد الأوروبى لم يف بوعوده، وعليه أن يفى بوعوده».
واعتبر أردوغان أنه من الخطأ فى الوقت الحالى مقارنة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بزعماء أوروبا، «لأننا لم نبدأ بعد العمل مع ترامب، سنبدأ الآن العمل معه، ما نهتم به حاليا هو إلى أى مدى يمكن المضى قدما فى علاقتنا مع ترامب، وإلى أى مدى يمكننا القيام بعمل ناجح معا».
مشاركة :