الدوران في حلقة مفرغة

  • 4/20/2017
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت البلاد، ما زال وطننا؛ وطن النهار، الذي يطلق عليه واحة الأمن والأمان، ما زال هذا الشعب الوفي الأمين يعيش في حالة من التذمّر والشكوى، ما زال أمير العطاء والإنسانية وشيخ الدبلوماسية في المنطقة بأسرها يجوب بلاد العالم يعزّز مكانة ودور هذا الوطن، خدمة لشعبه ولشعوب المنطقة، للوصول إلى ذرى المجد والسلام والأمان للوطن، متعدياً الحدود والسدود إلى شعوب المنطقة بأسرها للعالمين العربي والإسلامي، وللسلام الدولي، كي تنعم الشعوب بالأمن والسلام وإيقاف شلالات الدم النازفة من قتل ودمار. كل تلك الجهود الخيّرة من أجل الخير والسلام والأمان والاستقرار، وعلى الجانب الآخر، نشهد أن الدائرة الضيقة المرهقة تدور وتدور عن قصد أو غير قصد لتوقف عملية التطور والتطوير والإنجازات من أجل مستقبل أفضل، وتحقيق المكتسبات والآمال المنشودة، بعد أن توافرت لها كل تلك المعطيات، بفضل من الله تعالى، ثم فضل حكمة وجهود حثيثة، عملت مراراً وتكراراً القيادة السياسية الحكيمة على بذلها من أجل الأمان والاستقرار، إلا أن تلك الحلقة، وذلك الدوران ما زالا قائمين؛ فمن مشكلة إلى مشكلة، ومن معضلة إلى معضلة، وكلها أمور شاقة ومضنية؛ منها ما هو آنٍ، ومنها ما هو ماضٍ، منها ما هو «مشربك»، لا تُعرف خيوطها من أين تبدأ، أو إلى أي نهاية تنتهي. منها ما هو متراكم، ومنها ما هو مُختلق، حلقات وحلقات عويصة وكبيرة طغت في كل دورة على المواطن العادي وتشغله وتضنيه وتؤلمه، يبلبل الأفكار، وينسف جسور الثقة، ويطغى على الفكر، ويمس أمن واستقرار النفس الداخلي للمواطنين. كنا وما زلنا شعباً واحداً متلاحماً، أظهرته الأزمة الكبرى التي مرت بها البلاد، شعباً واحداً متلاحماً رغم الاختلافات في التوجّهات والمشارب، نواجه مشاكل وتحديات واحدة.. شعب يدين بدين واحد، ومصير واحد. لنبدأ من جديد، ولا عيب في ذلك.. لتكن مرحلة تحكيم العقول، فنحن مرة ومرات نكررها بأننا لا نعيش في جزر معزولة، نحن نعيش مرحلة تاريخية عصيبة، صراعات إقليمية، كوارث إنسانية وبيئية، صراعات دولية، انقلابات في الموازين والتحالفات.. فلتكن المرحلة المقبلة مرحلة إنجازات وعطاءات، لا سجالات.. لتكن إنجازاتنا وعطاءاتنا إنجازات صدق ووفاء لعهد القسم الذي أقسمناه، وكفانا من الدوران في تلك الحلقة، آخذين في الاعتبار من الدروس المستفادة، لنلحق بقطار التنمية المتسارع حتى لا يفوتنا ثم لا نجد لنا مقعداً فيه.. لا سمح الله. فاطمة عثمان البكر

مشاركة :