شرفني الزملاء في الجمعية السعودية لجراحة العظام وقسم جراحة العظام بكلية الطب بجامعة الملك سعود بداية هذا الأسبوع بدعوتهم الكريمة للمشاركة في مؤتمر القدم والكاحل والجروح وكان موضوع المؤتمر عن قدم السكري، وقد سعدت كثيراً بما شاهدته واستمتعت إليه من أبحاث علمية دقيقة تؤكد الثقة الكبيرة في علمائنا السعوديين. شارك في تقديم محاضرات المؤتمر وورش العمل نخبة من العلماء والأطباء والخبراء العالميين، وتم عرض تجارب ناجحة في علاج المرض والوقاية منه. الإحصاءات مخيفة ومؤلمة وسأختصرها لكونها واضحة للمسؤول الصحي ولمريض السكري وأقاربه، وأؤكد أن تلك المضاعفات تحدث فقط عندما يهمل المريض نفسه سواء في عدم ضبط السكر في الدم أو عدم أخذ الاحتياطات المناسبة لوقاية الأطراف والتي سألخصها في نقاط بسيطة. آلاف الأطراف تبتر في المملكة سنوياً بالذات الأقدام، بعض الاحصاءات تذكر أنها بين 3-4 آلاف حالة سنوياً (عشر حالات يومياً) أي أنها أكثر من حالات بتر الأطراف بسبب الحوادث المرورية. أكثر من 85% من حالات البتر الناتجة عن داء السكري يمكن تجنبها بشيء بسيط جداً ومهم جداً وهو الوعي، فتوعية مرضى السكري بخطر تلك المضاعفات واستخدام وسائل الوقاية التي سأذكرها تجنبهم بمشيئة الله تلك الأخطار فقد ذكرت الدراسات أنها تجنب 85% من المرضى بتر القدم. التأثيرات السلبية لا تتوقف على المريض نفسه بل تتعدى إلى تأثيرات نفسية واجتماعية على الأسر، وكذلك أعباء مالية كبيرة جداً سواء في العلاج والتأهيل وأجهزته باهضة الثمن أو بإضافة معوق جديد للوطن وبعضهم قد تصل به الإعاقة للعجز الوظيفي. ما سنذكره على هذه الصفحة لا يجب أن يؤدي إلى الخوف السلبي بل يجب أن يتخذ المريض وأسرته والمسؤولون في الصحة اجراءات وقائية واضحة لتجنب هذا المرض القاتل وغيره من الأمراض المزمنة، وعلى المريض ألا يسمح بارتفاع السكري لديه أكثر من 180 ملجم/دسل فهو خط أحمر ومنطقة خطر لا يجب التهاون فيها مهما كان السبب ولا يجب أن يجد تبريرات غير منطقية واقناع للنفس بالسماح بارتفاعه أكثر من ذلك، ونتمنى أن تنشأ وتدعم وكالة في وزارة الصحة باسم (وكالة تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض).