تجارة أطباق «الدش» تزدهر بالموصل بعد طرد تنظيم الدولة

  • 4/21/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«الآن بتنا نعرف ما يجري في العالم»، يقول محمد تركي الذي يعمل على تركيب صحن لاقط (طبق الدش) على سطح أحد المنازل في حي القاهرة شرقي الموصل، الذي كان لفترة طويلة خاضعاً لتنظيم الدولة.ويقول تركي، الذي يعمل في مجال تركيب الصحون اللاقطة (أطباق الدش): «اليوم هناك إقبال كبير، ازدحام، لا يمكنهم تركيب الصحن اللاقط بمفردهم، يحتاجون إلى مهندس لتركيبه، والمنافسة شرسة». ويضيف «كان سكان الموصل معزولين عن العالم، لم نكن نعرف حتى ما يجري حولنا» خلال فترة سيطرة تنظيم الدولة. أما اليوم فالصحون اللاقطة تغزو الأرصفة في شرق المدينة، وعادت شاشات التلفزة لتربط سكان الموصل بالعالم. بعد عامين ونصف العام تحت حكم تنظيم الدولة الذي لم يعد يسيطر إلا على 6,8% من الأراضي العراقية، يروي الناس محاولاتهم للتملص من قيود التنظيم، من أجل الحفاظ على صلاتهم بالعالم على الرغم من كل شيء. ويقول سرمد رعد (26 عاماً)، وهو أحد سكان حي الشقق الخضراء في شرق الموصل: «في زمن داعش، كنا ننصب الصحون بالسر داخل البيوت، ونغطيها بشادر. إن ضبطوك، تتعرض للجلد». ويؤكد تاجر الصحون اللاقطة علاء، ذلك بالقول إن مقاتلي التنظيم «كانوا يجولون ويجبرون متاجر الهوائيات على الإغلاق. كانوا يفتشونها للتأكد من أنها لا تبيع الصحون اللاقطة، ويراقبون الناس ويجلدون أو يسجنون» من يمتلك تلك الصحون». وكان منع تركيب الهوائيات وسيلة ينتهجها تنظيم الدولة لعزل الناس عن محيطهم. وسبق لمقاتليه أن أقدموا أيضاً على اقتحام مبنى قناة «الموصلية» العراقية المحلية وإحراقها. أخبار المناطق المحررة على الطرق الواصلة بين الأحياء الشرقية في الموصل، تبدو الصحون اللاقطة الصدئة، التي انتزعها مقاتلو التنظيم مكومة على جوانب الطرق. ويرغب معظم الساعين إلى الحصول على صحن لاقط بمتابعة الأخبار، لا سيما أخبار الجانب الغربي من الموصل، ومواكبة تقدم القوات العراقية، «بما يتيح لنا معرفة الأحياء المحررة للاطمئنان على أقارب لنا فيها»، بحسب ما يقول أحد أفراد عائلة سرمد. لكن دلال، شقيقة سرمد، تقول إن «التلفاز يسلي، لا سيما البرامج الفكاهية»، لكنها تأسف لاستمرار انقطاع التيار الكهربائي بكثرة، ما سيجعل من الصعب التمتع بساعات مشاهدة طويلة. في حي القاهرة، يحمل محمد تركي معداته ويتوجه إلى منزل عائلة عادت مؤخراً إلى المكان، بعدما نزحت إلى بغداد مع وصول تنظيم الدولة في العام 2014. ويقول محمد (17 عاماً)، ابن صاحب المنزل، «التلفاز وسيلة تواصل حرم منها الجميع، نحن لم نكن هنا، لكن الدواعش دخلوا منزلنا ونهبوا كل شيء فيه حتى التلفاز، فنحن نعيد تركيب كل شيء تقريباً». ويباشر تركي عملية التمديد مع تلفزيون على سطح المنزل للتأكد من توجيه الصحن على القمر الاصطناعي الصحيح، قبل تثبيته داخل المنزل.;

مشاركة :