كانت الجالية اللبنانية في مونتريال على موعد مساء الأربعاء - الخميس مع حفلة غنائية موسيقية راقصة نظمتها القنصلية العامة في مونتريال مع غرفة التجارة والصناعة الكندية اللبنانية، تحت عنوان: «بحبك يا لبنان». أقيمت الحفلة في قاعة «قصر الفنون»، إحدى أرقى قاعات مونتريال. وكانت في شكلها ومضمونها رحلة فنية بامتياز، غنية بألوانها وألحانها وأنغامها التراثية والفولكلورية التي ما زالت أصداؤها حية في نفوس اللبنانيين وتتردد في مناسباتهم الاغترابية وأعيادهم الوطنية، أينما حلوا أو رحلوا. وشارك في إحيائها مغنون ومغنيات لبنانيون. وحضرها، على مدى ساعتين، حوالى 1200 شخص، شريحة من مجتمع الاغتراب اللبناني. فكرة الاحتفال جاءت كما تقول المشرفة على تنظيمه ومواكبته غادة حبيقة من نقطتين متكاملتين: «تعليم اللغة العربية للأطفال اللبنانيين المولودين في كندا من طريق الغناء، كتدريبهم على أغنيات بسيطة يكررونها الى ان يتمكنوا من إتقانها مضمونا ولحناً وأداء. ومن ثم تقديم صورة مشرقة من ألوان التراث اللبناني في المغترب الكندي. وتطلب الإعداد وقتاً طويلاً لتوفير التحضيرات اللوجستية من أمكنة التدريب وصالات العرض وتنظيم الدعوات وتوزيعها وغيرها من الاتصالات بالجهات المعنية بالاحتفال. ويعزى نجاحه ومردوده المالي (المخصص لبرنامج المنح الدراسية للطلاب اللبنانيين المتفوقين في جامعات كندية) الى التعاون بين مختلف الجهات المنظمة وفي طليعتها القنصل اللبناني فادي زيادة الذي واكب العمل الفني في كل مراحله». وتولّت المغنية والمرنمة ومديرة جوقة دير مار انطونيوس في مونتريال ايليت بوسيكالتي تدريب المشاركين في الكورال وشاركتهم الغناء (حوالى 60 شخصاً أكثر من نصفهم أطفال)، فقدمت منفردة ست أغنيات لفيروز، منها «لبيروت» و «بحبك يا لبنان». كما شاركت كاتيا مقدسي وارين قائدة الفرقة الموسيقية التي رافقت المغني اللبناني رجا بدر، في أغنيتي «راح حلفك بالغصن يا عصفور» و «بكتب اسمك يا بلادي». اما الطفلة العراقية ميرنا حنا ضيفة الاحتفال (وصلت الى نهائيات برنامج «ذي فويس كيدز») فغنت «طلعت يا محلا نورها» و «يا عاشقة الورد»، فألهبت القاعة بأدائها المغناج. اما فرقة «اكتو ايكو» الكيبيكية - اللبنانية فقدمت باقة من مزيج موسيقي جمع الألحان الغربية بقوالب شرقية من آلات العود والبيانو والناي. وفي الختام اعتلت المسرح» فرقة الأرز» الكندية وقدمت لوحة فولكلورية كانت أشبه بمبارزة فنية بين الراقصين. اما مفاجأة الاحتفال التي لم ينتظرها أحد، فكانت إطلالة العلم اللبناني من الكواليس، فأثار حماسة على وقع انغام الدبكة اللبنانية وأغنية «راجع يتعمر لبنان». وفي الختام، كانت كلمة للقنصل فادي زيادة، فروى قصة رجل لبناني جاء الى القنصلية طالباً تجديد جواز سفره، وأصرّ على كتابة اسمه بكلمة «مهاجر» وطائفته «لبنان» ومذهبه «الأرزة» كأقانيم ثلاثة لهويته اللبنانية.
مشاركة :