كشفت دراسة امريكية حديثة أن الحمية الغذائية التي يتبعها البعض بهدف الحفاظ على صحتهم ورشاقتهم، قد تكون أحياناً أكثر خطورة من الآثار السلبية للسمنة. وحذرت من أن إتباع نظام حمية غذائية طويلة المدى، قد يكون له عواقب وخيمة أشد خطراً من أضرار زيادة الوزن، وقد بينت الدراسة التي أجراها علماء في كوريا الجنوبية، أن الملوثات الصناعية والتي عادة ما يقوم الجسم بامتصاصها وتخزينها في الأنسجة الدهنية، تتسرب إلى الدم مع تطبيق حمية غذائية لإنقاص الوزن لفترات زمنية طويلة. ووجد العلماء ارتباطاً بين هذه الملوثات الصناعية التي تختزنها الأنسجة الدهنية في جسم الإنسان وبين الإصابة بأمراض مثل: السكر وضغط الدم والتهاب المفاصل عند إتباع حمية غذائية لفترات طويلة، طبقاً لما ورد بوكالة الأنباء “الألمانية”. وتقول الباحثة دوك هي لي في جامعة “كيانجبوك” في كوريا الجنوبية، إن هذه الملوثات عادة ما تختزن بالأنسجة الدهنية وعند إتباع الحمية تبدأ الأنسجة الدهنية في التفتت فتتسرب هذه الملوثات إلي مجري الدم. وأثبتت الدراسة التي قامت الباحثة بتطبيقها بالتعاون مع فريق دولي على عينة من 1099 مريضاً بالولايات المتحدة أن هذه الملوثات تتركز في دماء الأفراد الذين طبقوا حمية إنقاص الوزن لفترة تصل إلى عشر سنوات أكثر بكثير ممن احتفظوا بوزنهم أو زاد وزنهم. وقد أثبت الفريق الطبي أنه بوصول هذه الملوثات إلى مجري الدم قد تصيب أي من الأعضاء الحيوية للإنسان. وأكدت الباحثة لي أن هذه الملوثات، التي أطلق الباحثون عليها إسم (PoPs) أو ملوثات أعضاء الجسم، ترتبط بأمراض عدة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل والشريان التاجي وأمراض الشيخوخة المبكرة. ودعت الباحثة الكوية إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت أضرار حمية إنقاص الوزن تفوق فوائدها الصحية أم لا.
مشاركة :