قال مديرو فنادق إن تراجع أسعار الغرف الفندقية في السوق المحلية، يزيد من جاذبية دولة الإمارات وجهة سياحية، ويجذب مزيداً من الزوار الجدد، خصوصاً السياح من أصحاب الدخل المتوسط. وفي وقت قال مسؤول فندقي، إن الأسعار تلعب دوراً كبيراً في الجذب السياحي، رأى آخر أن السعر ليس العامل الأكثر أهمية، إذ ستزداد عوامل الجذب من خلال توفير عروض ذات قيمة مضافة، مؤكدين استعداد المتعاملين لدفع قيمة أكبر، مقابل الحصول على مرافق وخدمات ممتازة. واستعرض مديرو الفنادق نسب الإشغال في فنادقهم، ودورها في تحقيق إيرادات أكبر، مشددين على أهمية بناء علاقات جيدة مع مشغلي رحلات أسواق من شرق أوروبا والهند والصين، نظراً لوجود طلب كبير على دبي. تراجع الإيرادات وتفصيلاً، قال المدير العام لـ«فندق دانات منتجع العين»، أحمد مرجوشي: «مقارنة بالسنوات السابقة، تراجعت إيرادات الفندق بنسبة وصلت إلى نحو 16% خلال الأشهر الماضية، وهي أقل بنسبة 10% مما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام الماضي»، لافتاً إلى أن نسبة الإشغال في الفندق تصل إلى نحو 60%. وأكد مرجوشي أن أسعار الغرف الفندقية تلعب دوراً كبيراً في عملية الجذب السياحي، مشيراً إلى أن دولة الإمارات أصبحت وجهة سياحية مهمة، ومنافساً قوياً جداً على المستوى العالمي. وأضاف أن تدني نسبة الإشغال يؤثر سلباً في حجم الإيرادات للفندق، بما فيها المرافق والمطاعم المتوافرة، كما أن قوة المنافسة في السوق تمنع من رفع متوسط سعر الغرفة الفندقية لتعويض هذه الخسائر. جذب السياح من جانبه، قال المدير العام لـ«فندق شاطئ الراحة»، كمال زياتي، إن أسعار الغرفة الفندقية لدينا تبدأ من 500 درهم في الليلة، لافتاً إلى أن معدل النمو الفندقي هو نفسه مثل العام الماضي، لكنه يعتمد أحياناً على القيمة السوقية عندما تكون هناك عوامل منافسة، إذ ترتفع الأسعار عند وجود أحداث مهمة، وأثناء الأعياد، أو عطلات المدارس. وأكد أن المتعاملين مستعدون لأن يدفعوا قيمة أكبر مقابل الحصول على مرافق وخدمات ممتازة. ورأى أن من شأن تراجع أسعار الغرف الفندقية، أن يزيد من جاذبية دولة الإمارات وجهةً سياحيةً، مبيناً وجود عوامل عدة تدفع باتجاه خفض الأسعار، وليس فقط في مجال الفنادق، إذ ينطبق ذلك على أسعار تذاكر الطيران، ولابد من خفض الأسعار لجذب مزيد من السياح. وكشف زياتي أن فندق شاطئ الراحة سجل معدل إشغال في الفترة الأخيرة بلغ 75% مع تراجع في الأسعار، لافتاً إلى أن الفندق يستهدف الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً، فضلاً عن الأوروبيين والروس والآسيويين. قيمة مضافة إلى ذلك، أكد مدير «فندق دانات منتجع جبل الظنة»، كيفن لولس، أن «عوامل الجذب ستزداد فقط من خلال توفير عروض ذات قيمة مضافة، تقدم الرفاهية والراحة بقيمة لا تضاهى». وأضاف أنه في وقت يبقى السعر جانباً أو عاملاً مهماً في عملية صنع القرار، لكنه ليس العامل الأكثر أهمية، لأننا نبحث دائماً عن أفضل ما يمكن الحصول عليه مقابل المبلغ الذي نصرفه، لافتاً إلى أن نسبة إشغال الفندق تبلغ 78.2%. السوق الروسية في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في «مركز ورزيدنس البستان»، موسى الحايك: «نشهد نمواً كبيراً من السوق الروسية، وطلباً جيداً جداً من السوق الصينية»، لافتاً إلى ارتفاع النمو بنسبة 20% مقارنة بالسنة الماضية. واتفق الحايك في أن انخفاض الأسعار سيؤثر إيجاباً بالتأكيد في جاذبية دولة الإمارات كوجهة سياحية، إذ ستستقطب مختلف الفئات والقطاعات في قطاع السياحة، كما ستفتح آفاقاً جديدة في هذا القطاع. وأشار إلى أن معدل الإشغال الفندقي في الفترة الأخيرة جاوز الـ83%، مبيناً أنه كلما كان معدل الإشغال مرتفعاً، كانت هناك فرص أكبر لتحقيق مزيد من الإيرادات، لاسيما خلال مواسم الذروة، عندما يكون الطلب على الغرف مرتفعاً. تحديدات متعددة أما المدير العام لـ«فندق وسبا آرابيان كورت يارد»، حبيب خان، فقال إن متوسط سعر الإقامة في الفندق أثناء موسم الذروة يبدأ من 500 درهم، وفي الموسم المنخفض من 300 درهم. وأضاف أنه كانت هناك تحديات متعددة داخلية وخارجية، إذ إن هبوط الاقتصاد العالمي، وانخفاض سعر الجنيه الإسترليني بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى انخفاض قيمة اليورو والروبل، أثرت كلها في قطاع السفر. وأكد خان أن تراجع أسعار الغرف الفندقية يزيد من جاذبية الإمارات، لتستقطب أولئك الذين لم يكونوا قادرين على تكاليف السفر في وقت سابق. وتابع: «حدثت على مدى السنوات القليلة الماضية، تطورات هائلة في المنطقة، لاسيما في دبي، انتظاراً لمعرض (إكسبو 2020 دبي)، وأصبحت دولة الإمارات وجهة ذات أسعار معقولة، ومع مرور الوقت ستكون الأسعار مستقرة في السنوات المقبلة. كما أصبحت نسبة إشغال الفنادق أكثر تأقلماً مع ظروف السوق، في وقت يؤثر انخفاض الإشغال الفندقي في الإيرادات الإجمالية». وشدّد خان على أهمية بناء علاقات جيدة مع مشغلي رحلات أسواق من شرق أوروبا والهند والصين، نظراً لأن هذه الأسواق تعمل على مدار العام، وهناك طلب كبير على دبي.
مشاركة :