سعت القوات النظامية السورية، مدعومة بغطاء جوي كثيف، إلى تحقيق مزيد من التقدم في قلب مناطق سيطرة فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي، وشنّت هجوماً عنيفاً على حلفايا بعد يوم من سيطرتها على طيبة الإمام القريبة، ما يؤشر إلى أنها ربما تضع نُصب عينيها الوصول إلى مدينة مورك على الحدود الفاصلة مع ريف إدلب الجنوبي. ودفعت الفصائل بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة لصد الهجوم الذي يعتمد على سياسة «الأرض المحروقة» وعلى غطاء جوي واسع توفره على الأرجح طائرات روسية. فقد أظهرت مشاهد مصوّرة بثها ناشطون على شبكة الانترنت واستعرضتها «الحياة» قصفاً بصواريخ ضخمة أسقطتها طائرات عبر مظلات على الخطوط الخلفية للمعارضين، بالإضافة إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ، في تمهيد ناري واضح لتقدم القوات النظامية والميليشيات الموالية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرات حربية نفّذت غارات عدة على بلدتي اللطامنة وكفرزيتا وقرى البويضة ومعركبة ولطمين ولحايا ومنطقة الازوار، بريف حماة الشمالي، في وقت كانت تدور معارك عنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وفصائل «جيش العزة» و «الفرقة الوسطى» و «هيئة تحرير الشام» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة أخرى، في محيط بلدة حلفايا التي تهاجمها القوات النظامية من ثلاثة محاور هي المجيدل ومحردة ورحبة خطاب. وتابع أن مواطنة قُتلت جراء القصف الجوي على اللطامنة ظهر أمس، فيما قُتل شخص جراء قصف الفصائل الإسلامية مدينة محردة بريف حماة الغربي والتي يقطنها مسيحيون. وكانت القوات النظامية تمكنت أول من أمس من استعادة السيطرة على طيبة الإمام التي سيطرت عليها الفصائل في «غزوة مروان حديد» التي خاضها تنظيم «جند الأقصى» سابقاً مع فصائل أخرى في صيف العام الماضي. وأعلنت «حركة أحرار الشام» وفصائل أخرى إرسال تعزيزات بهدف استعادة طيبة الإمام، لكن لا يبدو أنها تمكنت من ذلك، إذ إن «أحرار الشام» أعلنت فقط استعادة «بعض الأبنية» على أطراف هذه المدينة الاستراتيجية. وفي هذا الإطار، نقلت «رويترز» عن المعارضة السورية إن فصائل مسلحة مدعومة من إيران انضمت إلى الجيش السوري في اقتحام طيبة الإمام، مشيرة إلى «عشرات الضربات الجوية» على بلدتي حلفايا واللطامنة القريبتين. وتابعت الوكالة أن المصادر أوردت روايات تختلف اختلافاً طفيفاً في شأن وضع الصراع في طيبة الإمام التي تقع على بعد 18 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة حماة. ونسبت إلى مصدر من المعارضة أن الجيش استولى على الأطراف الغربية لطيبة الإمام وأن المعارضة تتقهقر من أجزاء من البلدة لتقليل الخسائر التي تتكبدها جراء القصف الجوي المكثف. وقال قائد عسكري في المعارضة إن المقاتلات الروسية صعّدت حملتها للقصف في المنطقة في الأيام القليلة الماضية وتتبع استراتيجية «الأرض المحروقة» باستخدام قنابل حارقة وفسفورية في المناطق المدنية، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وقال أبو صالح من جماعة «جيش العزة» المعارضة إن المقاتلات الروسية تقصف المنطقة كل ثانية وتترك بلدات بأكملها في ريف حماة في حالة دمار كامل. وأضاف أن «قوات النظام» لم تكن لتحقق أي تقدم لولا ذلك، مشيراً إلى أن آلاف الأسر فرّت من القتال في الأيام القليلة الماضية. ورأت «رويترز» أن استعادة الجيش السوري هذا الأسبوع بلدة صوران، التي تقع إلى الشرق مباشرة من الطريق السريع الرابط بمدينة حلب شمالاً، تعني أن القوات الحكومية استعادت الآن معظم الأراضي التي كانت المعارضة استولت عليها في أكبر هجوم لها الشهر الماضي في محافظة حماة. وصوران هي البوابة الشمالية للجيش إلى مدينة حماة عاصمة المحافظة وقد شكلت سيطرة المعارضة عليها تهديداً للمدينة. وتابعت أن الجيش النظامي يضع نصب عينيه الآن بلدة مورك وهي البلدة التالية بعد صوران في اتجاه الشمال على الطريق السريع الحاسم للسيطرة على غرب سورية. وفي محافظة دمشق، تحدث «المرصد» عن سقوط صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها القوات النظامية على حي القابون، عند أطراف العاصمة، فيما سقطت قذائف على منطقة العدوي وسط العاصمة، من دون معلومات عن خسائر بشرية. أما في محافظة ريف دمشق، فأشار «المرصد» إلى تظاهرة في مدينة دوما في الغوطة الشرقية ندد المشاركون فيها بـ «ضرب الغوطة بالكيماوي» ودعوا إلى «توحيد الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية». وتابع أن الطائرات الرحبية شنّت 10 غارات منذ الصباح على مدينة دوما ومنطقة الشيفونية في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وجرح 16. وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، قال «المرصد» إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور منطقة الصمدانية الغربية والشرقية بريف القنيطرة «وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على تمركز للفصائل في منطقة العجرف». وفي محافظة درعا المجاورة، أورد «المرصد» أنه ارتفع إلى 12 عدد البراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرات المروحية منذ الصباح على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، بالتزامن مع 8 غارات من الطائرات الحربية على المناطق ذاتها. كما نفذت الطائرات الحربية 4 غارات على منطقة غرز بمحيط مدينة درعا. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، ذكر «المرصد» أن طائرات حربية أغارت على قرية تردين بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، فيما قصفت طائرات أخرى مناطق عدة في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع قصف كثيف من القوات النظامية على الجبلين. وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، أشار «المرصد» إلى أن طائرات حربية شنّت ثلاث غارات على قرية السرمانية بريف جسر الشغور الغربي، فيما قصفت طائرات حربية بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، وقرية الركايا بريف إدلب الجنوبي. دمشق توقّع مع شركات روسية اتفاقات نفط وغاز موسكو، بيروت - رويترز - نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله أمس الجمعة إن حكومة بلاده بدأت توقيع اتفاقات مع شركات روسية في قطاع النفط والغاز. ولم تكشف الوكالة المزيد من التفاصيل. ونقلت قناة «الميادين»، عن الأسد قوله إن الجماعة التي كانت تعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة» نفّذت تفجيراً استهدف قافلة إجلاء من قريتين شيعيتين يوم السبت الماضي، أسفر عن مقتل 126 شخصاً. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير. وكانت «النصرة» الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سورية قبل أن تنفصل عنه العام الماضي. وانضمت إلى بعض الجماعات الجهادية الأخرى في تحالف جديد يحمل اسم «هيئة تحرير الشام» في كانون الثاني (يناير) الماضي.
مشاركة :