لم تكن مكة المكرمة استثناء من بقية المدن، ولاسيما التي تضررت في جل بلادنا الحبيبة؛ فهي قد أخذت نصيبها من الغرق لعدد من سكانها وسياراتها؛ فقد جرفتهم السيول، كما جرفت غيرهم من المواطنين والسيارات والشجر والحجر، منها أكبر مدن البلاد كالرياض وجدة، فضلاً عن غيرها من المدن..!! أضحى المطر يشكل خطورة بالغة علينا نحن السكان، فبدلاً من أن يكون رحمة لنا أصبح عذاباً وقلقاً وخوفاً ورعباً، وهو ـ أي المطر ـ لا يأتينا إلا مرة أو مرتين في العام، ومع ذلك يجعلنا في حالة قلق وتوتر وخوف، فكيف لو أن المطر يأتينا مرات عدة في العام، كما يحدث ذلك في كثير من الدول الغربية؟! ترى.. ماذا سيحصل لنا وقتها؟! الله وحده يعلم ماذا كان سيحل بنا..؟! الدولة صرفت المليارات على مشاريع شبكات تصريف السيول، لكنها لا تقوى على الصمود أمام أقل رشة مطر تأتينا..!! ويبدو أن بعض مسؤولي البلدية بمكة مقتنعون تماماً بأن المطر يأتي بمعنى العذاب، ومنه قول الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن الكريم: قيل إن (مطر) يقال في الخير، و (أمطر) في العذاب، كقوله تعالى {وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين} (الشعراء/ 173). لا نريد حلولاً تأتينا على عجل، وما تلبث إلا أن تتلاشى، وتصبح هباء منثوراً، ولا نريد لجنة أو لجاناً لتقصي الحقائق، وإنما نريد من أمير مكة حلولاً عاجلة، تتمثل في فصل وطرد وإعفاءات لمسؤولين لم يقدموا لنا - مع الأسف - سوى الوعود تلو الوعود بأن تكون مكة غداً أجمل، ولم نرَ سوى الانهيارات في الطرق وطبقة الأسفلت، وشبكة تصريف عفا عليها الزمن، تتهاوى وتنهار عند هطول المطر!! فهل سنرى حلولاً جذرية أم أن الحال ستبقى على ما هي عليه؟! وعلى المتضررين اللجوء إلى الصمت، كأبسط وسيلة للتعبير عن سخطهم وغضبهم!!!
مشاركة :