الرجال المُخلصون والمتفانون في أعمالهم وإنجازاتهم لأوطانهم وحكوماتهم ومواطنيهم يظلون نجوماً في السماء، تبقى هذه الأعمال والإنجازات راسخة وصورتها في أذهان الناس والمجتمع يلمسها القاصي والداني، وكل ذي عين بصيرة، تبقى في سجل الزمن ويشهد التاريخ على هذه المُنجزات الحضارية التنموية، وتسجل بماء الذهب دليلاً على الجُهد والعمل الدؤوب الذي صاحب هذه الأعمال حتى رأت النور، وتظل شامخة وتُعانق السحاب، تضرب بجذورها في أعماق الأرض، وتعكس حقيقة فكر ورؤى هذا القائد المُلهم ونظرته الثاقبة والفاحصة لمستقبل واعد ومُشرق لبلده وأمته وقيادته، إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز – سلمه الله – الذي يسير على خطى الآباء والأجداد، لا يألو جُهداً ولا يدخّر وِسعاً، وقد عرفه الناس بشغفه لحب أعمال الخير والأعمال الإنسانية.. في كل ما من شأنه الرفع عن كاهل كل مِعوز وذي حاجة والمكلوم، فهو الذي تربّى في مدرسة والده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز – المغفور له بإذن الله – وتظل إن شاء الله صفحات أعماله ناصعة بيضاء. سجل سموه الكريم الإنجازات تلو الإنجازات، مشاريع تنموية عملاقة أسس بنية تحتية راسخة للمنطقة، انطلقت منها شرقية الخير إلى كل اتجاه عامودي وأُفقي، إلى أن ترجّل الفارس من صهوة جواده بعد ربع قرن ونيف من الركض والعمل والتخطيط والبناء، وأخص هُنا العمل الإنساني والخيري الذي حَظِيَ باهتماماته الكبيرة. تشمل اهتمامات الأمير محمد بن فهد عديداً من القضايا الإنسانية، الخيرية، الاجتماعية، والخدمية، لقد أطلق المبادرات تلو المبادرات والبرامج المتنوعة لخدمة مختلف شرائح المجتمع، والإسهام بشكل كبير وفق دراسات واستراتيجيات واستنتاجات مدروسة دراسة مُستفيضة في قضايا التنمية الإنسانية داخل وخارج المملكة، لم يكن – حفظه الله – ينظر إلاّ بنظرة بعيدة ومستقبلية حتى خارج الحدود، من بين هذه البرامج: برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، وقد حصل برنامج سموه على جائزة دبي، الأمم المتحدة العالمية لأفضل الممارسات في تحسين الظروف المعيشية في العام 2002م، وكذلك جائزة الشارقة للعمل التطوعي في العام 2007م، ولتوفير مظلة إدارية لكافة هذه البرامج والمبادرات أسّس الأمير محمد بن فهد مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي وهو عرّاب لهذه الجائزة، إثرها حذا كثير من أمراء المناطق حذو سموه وأطلقوا هذه الجائزة على مناطقهم، فكان له السبق فيها، جوائز حكومية عديدة للتميز الخدمات، الابتكار، الإبداع، وجوائز للشركات الأهلية التي أسهمت بشكل واضح وملموس في رفع منسوب التنافس بين الطلاب والموظفين في القطاع الحكومي والأهلي؛ حيث انعكست على بزوغ مواهب عديدة بين الطلبة والطالبات حتى تقلّد منهم مناصب عديدة في مفاصل الدولة. الأمير محمد بن فهد يتقد حماساً، وبفطرته في العمل الخيري والإنساني والتطوعي، فهو وراء جمعيات خيرية عديدة، وظلت معه هذه الأعمال، وتنامت المبادرات الخيرية والإنسانية خلال فترة عمله أميراً للمنطقة الشرقية، فكان العطاء كثيراً ووفيراً؛ لأنه جُبل على هذه الأعمال الإنسانية فانطلقت هذه الأعمال لتغطي كافة أرجاء الوطن، مشاريع تكاملية جبارة في تنمية الشباب وصقل مواهبهم، الإسكان الميسّر، مجال البحوث والدراسات الاستراتيجية، أنشأ سموه كراسي البحث العلمي، الدراسات الإسلامية والعمل التطوعي، دعم عمل المرأة وإعطائها المجال لإظهار موهبتها فتحقق لسموه ما كان يتأمله في المرأة من آمال وطُموحات، من خلال إنشاء: صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله -، مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير، صندوق الأميرة نوف لدعم المرأة العاملة، برنامج مهارة لتأهيل الفتيات، برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب (المكتب النسوي) التي أحدثت نقلة نوعية في تعليم المرأة وتدريبها وتأهيلها وتوظيفها ونجاحها في تميزها في كل عمل أُنيطَ بها. ولسموه اهتمامات كبيرة بذوي الاحتياجات الخاصة؛ حيث أنشأ كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز لذوي الإعاقة. سمو الأمير محمد بن فهد أيضاً صاحب فكرة إنشاء جامعة خاصة بمواصفات خاصة عالمية في المنطقة الشرقية، وقدم لها كل الدعم والإشراف والتوجيه حتى أصبحت والحمد لله حقيقة على أرض الواقع، فتم إطلاق اسم سموه على الجامعة عرفاناً من أهالي المنطقة الشرقية بذلك، وكانت (جامعة الأمير محمد بن فهد) والعمل قائم على قدم وساق؛ حيث وضعت الدراسات والأبحاث لإنشاء كلية الطب، وسوف يرى المشروع النور في غضون الأعوام القريبة المقبلة إن شاء الله. الأمير محمد بن فهد أطلق عديداً من الجوائز كما تم التنويه عنه أعلاه، جوائز لدعم الإبداع والتميز في مختلف المجالات تمثلت في: خدمة أعمال البر، أفضل عمل خيري، الأداء الحكومي المتميز، والخاص، العناية بالمساجد، لجنة التأهيل الاجتماعي وخاصة مُخرجات السجون، ودور الملاحظة، مستشفى الأمل، مشروع تحسين مساكن المحتاجين، مشروع الرعاية الشاملة لدعم الأُسر الفقيرة (جمعية بنا للأيتام في المنطقة الشرقية) المجال يضيق لحصر الجمعيات، فهي كثيرة وفي جوانب عدة: خيرية، إنسانية، اجتماعية وخدمية. يأتي مَنح جامعة وسط فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة 14 إبريل 2017م، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز الدكتوراة الفخرية في الخدمات العامة، انسجاماً مع ما قدمه سموه لكل هذه الأعمال التي ذكرناها آنفاً من خيرية، اجتماعية، إنسانية، وخدمية، جُهود ذاتية وتطوعية، ولما يستشعر سموه أنه واجب ديني ووطني وإنساني. وفق الله سمو الأمير محمد بن فهد لكل عمل خيّر وإنساني، وكل ما ينفع الإنسانية، جعل الله كل ما قدمه لدينه ووطنه وأمته في موازين حسناته، وأثابه عزّ وجل عن تلك الأعمال الخيّرة والمُباركة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مشاركة :