تجمّع عشرات الآلاف من المتظاهرين ذوي القمصان الحمر في العاصمة التايلاند بانكوك أمس، لتحدي سعي المعارضة إلى اقامة حكومة خاصة، بعد اقالة رئيسة الوزراء ينغلاك شيناوترا. وقال أنصار الحكومة الذين احتشدوا عند الأطراف الغربية للعاصمة أنهم عازمون على «حماية الديموقراطية ومنع انقلاب»، فيما يخطط ذوو القمصان الصفر المعارضون الذين يتمركزون في متنزه في وسط العاصمة «لتحركهم الأخير». كما صرح الناطق باسم النشطاء المؤيدين للحكومة تاناوت ويتشيديت: «نحن هنا الآن لنظهر أننا لا نوافق على مهمة المتظاهرين المعادين للحكومة بتنصيب رئيس وزراء غير منتخب». وأدى قرار المحكمة الدستورية اقالة ينغلاك و9 من وزرائها بتهمة استغلال السلطة في مطلع الأسبوع الماضي إلى تدهور الأزمة التي تعاني منها البلاد. وأُطيح برئيسة الوزراء من منصبها بتهمة إساءة استخدام السلطة في تعيين مدير لوكالة أمن. واتهمتها وكالة لمكافحة الفساد بالإهمال في شأن برنامج حكومي لدعم محصول الأرز كان يهدف لمساعدة المزارعين وكبد الدولة خسائر كبيرة. وقال مسؤولون أنه تم وضع 3 آلاف شرطي في حال التأهب تحسباً للتظاهرة الموالية للحكومة على المشارف الغربية للعاصمة أمس. وقال أحد المتظاهرين من القمصان الحمر: «لن نستخدم العنف لكننا سنستخدم قوة الحشود للمحاربة من أجل الديموقراطية». وأضاف أن التظاهرات ستتواصل طالما يتطلب الأمر ذلك للدفاع عن الحكومة. في المقابل، يُفترض أن ينظم المعارضون (القمصان الصفر) تجمعات للإطاحة بما تبقى من الحكومة. ويصر هؤلاء على تشكيل «مجلس للشعب» غير منتخب يُكلَّف إصلاح النظام بدلاً من تشكيل حكومة انتقالية. ويعتبر المعارضون أن النظام ينخره الفساد بسبب سنوات من الحكومات المؤيدة لتاكسين شيناوترا، شقيق ينغلاك. ويلقى القمصان الصفر دعم النخب المقربة من القصر الملكي التي تعتبر أن عائلة شيناوترا الفائزة في جميع الانتخابات التشريعية منذ عام 2001 تهديد للملكية. يُذكر أنه منذ انقلاب عام 2006 ضد تاكسين وتايلاند غارقة في دوامة من الأزمات التي تشهد نزول أنصاره وخصومه للتظاهر وقطع طرقات العاصمة.
مشاركة :