•في سبعينيات القرن الماضي وعندما كنا نتلمس طريقنا في القراءة كانت الكتب الأكثر مبيعاً في المكتبات وعلى أرصفة الشوارع العربية هي تلك التي تبسط الأمور حد الهزل والفجاجة .. مثل : ( كيف تتعلم الإنجليزية في أسبوع ؟!) ، و( كيف تصبح مليونيراً ؟! ) .. و ( كيف تتحدث الألمانية في 5 أيام ؟! ) . تلك العناوين (الجذّابة) و(الكذّابة) كانت أول دروس الوهم والفساد التي شربناها .. فلا أحد منا تعلم حرفاً ألمانياً واحداً من تلك القراطيس ! .. ولا أحد من أصحاب ( القراطيس ) أنفسهم الذين عاشروها زمناً طويلاً أصبح مليونيراً ! • إن كانت تلك الكتب قد فشلت في تحقيق عناوينها فإن الأمر هنا جد مختلف .. فالفساد شيء يمكن فعله في بلاد (العرب أوطاني من الشام لبغدان ) .. فأن تكون فاسداً في بلاد العرب أسهل من أن تكون أميناً .. كل ما يجب عليك فعله هو أن تتخلص أولاً من ضميرك وأن تسكته إلى الأبد .. ثم تلقي بكل المبادئ ( أمانة، صدق ، نزاهة ) في أقرب مكبّ نفايات يقابلك .. ولا غضاضة في أن تبقي شيئاً منها للتظاهر فقط ولذر الرماد في عيون الناس، ولكي (تسلّك) أمورك !. •الخطوة الثانية والأهم هي أن تبحث عن ( فيتو ) الواسطة.. فهو الدرع الذي سينقذك من أي عقوبة محتملة .. فالفيتو العجيب الذي أخرج شعرة الكثيرين قبلك من عجينة الفساد العربي التي لا تجف ، كفيل بإخراجك أنت أيضاً بتقرير صغير !! .. •الطريق إلى ملايين الفساد ليس صعباً ولا مستحيلاً في بلاد العرب .. ولعل هذا ما يفسر تكاثرهم كالقطط السمان !! .. مشكلة العرب ليست في عدم وجود القوانين .. مشكلتهم الأكبر في تطبيقها الجزئي والنوعي أو قل إن شئت الانتقائي .. لذا لن ينتهي الفساد إلاّ بعد أن يطبق القانون على جميع الفاسدين ويشهر بهم علانيةً ليرتدع الجميع .. !! m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :