• كل شيء ممكن الحدوث في بلاد العرب .. حتى اللامعقول يمكن أن يحدث طالما بقي للخرافة مكانتها ، ومكانها في العقل العربي .. فنحن على ما يبدو شعوب تعشق الخرافة لأن بعضنا ( يعيش منها) والبعض الآخر ( يتعايش) معها ! . • قبل أيام فوجئت بأحد زملاء المرحلة المتوسطة ، وقد تحول بقدرة قادر الى (طبيب شهير) يداوي الناس تحت غطاء الطب الشعبي وتفرعاته الكثيرة بدءاً بالكي و الحجامة والخلطات المختلفة، وليس انتهاء بالرقية وتجارة الزيت والماء، يعني طبيب ( كل شي ) مثله مثل كثيرين امتهنوا الضحك على الذقون والنفسيات المحبطة لبعض أصحاب الأمراض المستعصية التي عجز عنها الطب كالشلل والصرع وغيرها ! • كان يمكن أن أتغاضى عن أمر صديقي ، فهو ليس الأول ولن يكون الأخير ، غير أن المفزع والمرعب في أمر الزميل الذي كان من الطلاب ( ثقيلي الفهم ) أنه يعمد الى خلط ( الكورتيزون) وبعض المركَّبات الخطيرة بالأعشاب ، تماماً كما يفعل غيره من الجهلة الذين يعملون خارج كل الاعتبارات العلمية والطبية دون وعي لما يمكن أن يحدث للناس من مضاعفات .. أما التحسن الذي قد يطرأ على البعض فإنه يعود في الغالب الى التأثير النفسي على المريض ، وشدة قناعته بأنه سيتحسن ( وقد شاهدت شخصياً أحدهم وهو يقسم على الله أن المريض سيشفى ! ) مما يؤدي إلى حدوث نوع من القوة الإيجابية بداخله يشعر معها أنه قد تعافى !. • لا أستغرب حقيقة وجود أمثال (صديقي الدكتور) عملاً بالمقولة العربية القديمة (من له حيلة فليحتال ) .. ما استغربه فعلاً هو أن الناس هنا لا يتعظون من التجارب السابقة ، حتى في زمن الإعلام والتواصل !. • في البادية يقولون :» اعصب راسك يجيك ألف طبيب» وسيخرج علينا ألف طبيب كل يوم في ظل عدم وجود جهات تضبط وتراقب أسواق الطب الشعبي، بحيث لا تتعدى مهمتهم بيع الأعشاب فقط ، دون تشخيص الأمراض ولا وصف وصناعة الأدوية . m.albiladi@gmail.com
مشاركة :