سالي المبارك تُعتبر العادات والتقاليد الأجتماعية جزء من الموروثِ الأجتماعي الذي نتوارثةُ عِبرَ الأجيال منها العادات الحميدة التي ندعو للتمسكِ بها وأخرى مقيتة لايأتي من ورائها غير الخراب والأذى للناس . فظاهرة أطلاق العيارات النارية في مختلفِ المناسبات السعيدة منها و الحزينة واحدة من تلك العادات الخطيرة التي ذهب ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء بعد أن أصابتهم أطلاقات عشوائية من بندقيةٍ صديقة وحولت أفراحهم الى مأتم . وبِالأضافةِ الى كونها مصدر أزعاج وقلق للناس فهي لاتختلف كثيراً عن المفخخات والعبؤات الناسفة فجميعها وسائل للقتل تقتلُ الناسَ بشكلٍ عشوائي وتسرق حياتهم حتى وإن كان القتل عن طريق الخطاء فلا يُعفَى القاتل من أثمِ الجريمة و إن الشرع نهى وبشكلٍ واضح عن تلك الظاهرة فلا يجوز ترويع الناس الأمنين قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لايحلُّ لِمسلم أن يروًّع مسلمًا ) ويُعتبر الجهل والأنانية وعدم الأكتراث بحياةِ الأخرين عند بعض الناس الذين يمارسون تلك الظاهرة من الأسبابِ التي أدّت الى أستمرارها بالأضافة الى غيابِ سلطة القانون وعدم الجدّية في تجريم مُرتكبيها حتى صار اطلاق العيارات النارية في الأعراس والنجاح وفوز المنتخب الوطني الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الفرح والبهجة والبعض ذهب الى أكثر من ذلك في المبالغة فعند فوز ريال مدريد مثلاً تحترقُ سماءُ بغداد بالأطلاقات النارية وكأنما العراق ربح كأس العالم . هذهِ المبالغة بِأطلاق العيارات النارية زادت من نسبة الحوادث الناجمة عنها ونذكر منها حادثة وفاة طفلة صغيرة بين يدّي واِلدها بعد أن أصابتها أطلاقات نارية عندما فاز المنتخب العراقي لكرة القدم على المنتخب الأيراني ووفاة شاب في مقتبلِ الحياة يعمل طبيباً في أحدى مستشفيات بغداد بعد أطلاق عيارات نارية لتشيع جثمان متوفي من المستشفى . هكذا بكل بساطة تنتهي حياة أنسان لَهُ أحلام يريد تحقيقها ولهُ أحباب سيبكون دماً وحسرةٍ عليه بِسبب رصاصةٍ طائشةٍ من بندقيةٍ عمياء . أتساءل هل الفرح والحزن لايُترجم الإ بِأطلاق العيارات النارية وزهق أرواح الناس ؟ وهل يجوز لنا التمسك بِعادات لاتجر ورائها الا الموت ؟ وهذه الأرواح البريئة تسأل قاتلُها بِأي ذنبٍ قد قُتلت .
مشاركة :