كان مختلفاً كثيراً عن أقرانة من ملحني ومطربي عصره، ترك بصمة روحه وصوته وألحانه على حنجرة كل مطرب تعاون معه، لذا يعد أكثر ملحني عصره تميزًا، خاصة أن الجمهور يرتبط بجملته اللحنية من المرة الأولى لاستماعه لها. في حي الناصرية بالسيدة زينب، ولد الملحن الكبير سيد مكاوي في 8 مايو، لأسرة متوسطة الحال، وبعد فقدان بصره، نتيجة حزنه على والده، حسب ما ذكرت والدته في حوار سابق مع مجلة «الموعد»، دفعته أسرته إلى الطريق الديني، فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجد أبو طبل، ومسجد الحنفي بحي الناصرية. وما أن وصل إلى سن الشباب، حتى انطلق ينهل من تراث الإنشاد الديني من خلال متابعته لكبار المقرئين والمنشدين آنذاك، كالشيخ إسماعيل سكر، والشيخ مصطفى عبدالرحيم، وكان يتمتع بذاكرة موسيقية جبارة، فما أن يستمع للدور أو الموشح لمرة واحدة فقط، فسرعان ما ينطبع في ذاكرته. حرصت والدته على شراء الأسطوانات القديمة لابنها من بائعي الروبابيكيا بثمن رخيص، ليسمعها ويروي عطشه الدائم لسماع الموسيقى الشرقية. ويرصد «المصري لايت» في التقرير التالي، بعض المواقف التي جمعت سيد مكاوي بأم كلثوم، في ذكرى وفاة شيخ الملحنين، التي توافق 21 إبريل. مكاوي مع والدته رغم أن مكاوي لحن لمعظم مطربي عصره، إلا أن أهم مرحلة يتوقف كثيراً عندها هي مرحلة أم كلثوم، وما جمعهما من مواقف طريفة، حتى أن آخر لحن كانت تستعد أم كلثوم لغنائه قبل وفاتها كان لمكاوي. في صبيحة أحد الأيام، حضر عازف الكمان الشهير أحمد الحفناوي، الذي رافق كوكب الشرق في رحلتها الغنائية ممسكًا بصحيفة ضمت مقالًا للكاتب الكبير رجاء النقاش عنوانه «لماذا لا تغني أم كلثوم لسيد مكاوي؟»، وخلال المقال قال «النقاش»: لماذا لم تتعاون أم كلثوم مع الملحن الشاب الذي لفت أنظار الجميع دون أن تقف إعاقته في طريقة، لدرجة أنه لحن لصباح ونجاة ووردة وشادية وهدى سلطان وغيرهما من مطربين ومطربات، ماذا لو امتزج صوت كوكب الشرق بالملحن الموهوب؟». أعجبت أم كلثوم بفكرة «النقاش»، وطلبت من «الحفناوي» التواصل مع «مكاوي» ليحضر إليها، وفي الموعد المحدد كان «سيد» حاضراً بلحن وكلمات، ما جعل أم كلثوم تمازحه قائلة: «ده إنت جاهز بقى»، وهو ما رواه «مكاوي» في لقاء تليفزيوني. وصفت أم كلثوم سيد مكاوي، بأنه يشبه معلمها الأول زكريا أحمد في كل شيء، سواء روحه الموسيقية، وحفظه للكثير من الألحان وتجديده.نادر: رأي أم كلثوم في كبار الملحنين رأي أم كلثوم بالملحنين الكبار: القصبجي، زكريا أحمد، رياض السنباطي، محمد عبدالوهاب، بليغ حمدي، محمد الموجي، سيد مكاوي. ضمن لقاء إذاعي أجرته مع طاهر أبو زيد .. اللقاء كاملاً: https://www.youtube.com/watch?v=WHzcEWJ_pjo يروي سيد مكاوي عن مواقف كثيرة طريفة جمعته بكوكب الشرق أم كلثوم وعن عاداتها الغريبة قبل الغناء في الحفلات قائلًا: «مع عرض أول أغنياتي، ذهبت مع أم كلثوم للمسرح وفوجئت بها تطلب من كل عازف على حدة عزف قطعة لتطمئن أن الآلة تعمل بشكل جيد، وتقوم بضبط الآلة بما يناسب مع اللحن والموسيقي، بل وتطلب تسخين الآلات، ولم تترك الفرقة قبل الاطمئنان على كل شيء». ويضيف مكاوي: «كانت تحرص أم كلثوم على ارتداء بالطو يداري فستانها حتى لا يعرف أعضاء فرقتها نفسهم ما ستظهر به خلال الحفل وتكون مفاجأة لهم مثل الجمهور». ويستكمل: «كانت تحفظ عددًا كبيرًا من الألحان والأغاني والشعر القديم والحديث، ما جعلها ترتجل في بعض الأغاني حال عدم تذكرها بعض الكلمات أو الأبيات، وبالطبع لم يكن الجمهور يعرف ذلك، حتى أن الشاعر والملحن كانا يتفاجآن بما يحدث، لكن هذا يعكس تمكنها المبهر من الألحان والكلمات». ويروي مكاوي موقفًا طريفًا جمعه بأم كلثوم قائلًا: «في بداية البروفات أجبرتني أم كلثوم على الاستقياظ مبكراً وهو ما كنت أكرهه بشدة، بينما كانت تستيقظ هي في التاسعة صباحاً يوميًا وتبدأ بعدها البروفات، وبعد 10 بروفات حافظت خلالها على الاستقياظ مبكراً والحضور في الموعد، تأخرت على البروفة رقم 11 ووصلت في الواحدة ظهراً، فوجدتها تغني لي (طالت الأيام تعالالي قوام)، فضحكت وقلت لها: (أصل أنا كنت سايق العربية وأنتي عارفة الإشارات وهو ما أدخلها في موجة من الضحك». وكانت وفاة أم كلثوم من أكثر المواقف حزناً في حياة مكاوي، خاصة أنها توفت قبل غناء لحنه الجديد «أوقاتي بتحلو»، الذي أجرت عليه عدة بروفات بالفعل. ومع وفاة أم كلثوم اعتزل «مكاوي» الناس، وفضل البقاء في منزله لفترة طويلة، إلى أن طلبت وردة اللحن وألحت عليه كثيرًا، فوافق مكاوي وعاد من جديد للتلحين. حوار مع الموسيقار سيد مكاوي + أغان على العود – لقاء تلفزيوني 1985 من لقاء تلفزيوني يستضيف فيه الإذاعي حكمت وهبي الموسيقار سيد مكاوي – يغني فيه الأستاذ سيد بعض من ألحانه على عوده.. وأخيرا يقدم الأستاذ حكمت الصوت الصاعد آنذاك، المطربة اللبنانية داليا أم كلثوم و سيد مكاوي – بروفة يا مسهرني بروفة يا مسهرني – أم كلثوم و سيد مكاوي
مشاركة :