ليس هذا وقت الانتقام! - مقالات

  • 4/23/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نبارك للأخ الفاضل مسلم البراك إطلاق سراحه بعد سنتين قضاهما في السجن، ولا شك أن الشعب الكويتي معروف بالوفاء ويقدر للبراك صبره طوال السنتين وعدم تمرده على ذلك الحكم لا سيما وأنه من القلة من سجناء الرأي الذين تعرضوا للامتحان بسبب جهره بآرائه!نتوقع من البراك بعد نيله الحرية أن يكرس حياته في دعم المسيرة السلمية للتغيير في الكويت وأن يبتعد عن التفكير في تصفية الحسابات مع خصومه الذين أساؤوا إليه!لست أدافع عن السلطة وأعلم بأنها قد ارتكبت أخطاء كثيرة، ولكن لا ينبغي اتهام الشيخ محمد الخالد بأنه هو السبب في سجن البراك، وأنه قد هرب من وزارة الداخلية خوفاً من الانتقام منه، فهو ينفذ قوانين سنتها البلاد، وقام القضاء بتطبيقها على الجميع، كما لا أوافقه على اتهام رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بأنه وراء سحب الجناسي، فالقرار كان سيادياً، وقام به رجال السلطة سواء بمشاورة من الغانم أو غيره!لئن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في العفو عمن ظلموه وعادوه وحاولوا قتله من قريش إلا أن في تاريخنا المعاصر أمثلة مشابهة مثل القائد الأفريقي «نيلسون مانديلا» الذي سجنه قومه في جزيرة روبن لمدة 27 عاماً، وبعد خروجه من السجن وتوليه الحكم في جنوب أفريقيا لم ينتقم من الأقلية البيضاء بل نادى بمشروع العفو والمصالحة ومشاركة البيض في بناء جنوب افريقيا، وبذلك كسب محبة الجميع واحترامهم له.أتمنى أن ينتهج الأخ البراك مثل ذلك النهج المتميز، وأن يتوقف عن تأجيج الناس ضد السلطة أو الانتقام ممن أساؤوا إليه، فالخير في بلادنا كثير ونحن بحاجة اليوم إلى كل جهد مخلص لإعادة بناء الوطن وتناسي الخلافات وطي صفحة الماضي!

مشاركة :