متابعة - بلال قناوي: لا يختلف اثنان على أن الجزائري جمال بلماضي مدرب لخويا من المدربين الجيدين الأكفاء، ولا يختلف اثنان على أن بلماضي لعب دوراً مؤثراً وكانت له بصمة واضحة في فوز فريقه بالدوري للمرة الخامسة في تاريخ النادي. ولا يختلف اثنان أيضا على أن بلماضي لا يستفيد كثيراً من دروس الماضي، ويفتقد في بعض الأحيان للذكاء الكروي، لاسيما في اللحظات الحاسمة. لخويا كان الأفضل في الشوط الثاني من مباراة الفريقين في نصف نهائي كأس قطر، لكن الأفضلية في كرة القدم ليست كل شيء، والأفضلية الحقيقية أن تحقق الانتصار وأن تعرف كيف تتفوق على منافسك. كل المؤشرات قبل المباراة كانت تؤكد أن لخويا هو الفائز لأنه الأفضل فنياً ومعنوياً وذهنياً، وحتى خلال المباراة وبعد أن تقدم الجيش مرتين كانت هناك قناعة بأن لخويا الفائز لا محالة. لكن لم يحقق لخويا الفوز وخرج خاسراً عكس كل التوقعات وودع كأس قطر وأخفق في استعادتها وفي الجمع بينها وبين الدوري وبين كأس سمو الأمير. بلماضي سعى بكل قوة للحسم في الوقت القاتل وقبل انتهاء الوقت الأصلي والهروب بالانتصار والفوز قبل اللجوء إلى ركلات الجزاء الترجيحية، لكنه فقد كل شيء، وخسر المباراة وخسر الفرصة في الوصول إلى النهائي، وخسر حتى فرصة الوصول إلى ركلات الجزاء الترجيحية ودفع الثمن غالياً في الوقت القاتل. ربما كان بلماضي محقا في عدم الوصول إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي تلعب فيها الأعصاب دوراً مهماً وأساسياً، لكنه لم يقدم البديل الذي يقيه شر الخسارة في الوقت القاتل، ولم ينتبه مطلقا للهجمات المرتدة للجيش رغم وجود محاولات كثيرة وخطيرة كانت توحي بأن الجيش قد ينهي الأمر في لحظة ما. اندفع بلماضي بكل قوته الهجومية من أجل الفوز، وترك ملعبه خالياً إلا من لاعبين اثنين هما محمد موسى وخالد مفتاح وهو عدد غير كاف في مثل هذه الظروف، ودائما ما يفضل وجود مدافع ثالث تحسبا للهجمات المرتدة للمنافس، فوقع لخويا ومدربه في المحظور وفي الخطر ودفعا الثمن غالياً وقاسياً في وقت قاتل. السيناريو المثير والخسارة في الوقت القاتل أمر ليس جديداً على مدرب لخويا، وقد اعتاد على هذا الأمر خاصة في مباريات الكؤوس وهو ما يفسر سر عدم فوزه بكأس الأمير وكأس قطر إلا مرة واحدة، مقابل الفوز بالدوري 5 مرات، ولا شك أن أخطاء الدوري يمكن علاجها والخسائر يمكن تعويضها، لكن في مباريات الكؤوس لا يمكن التعويض، والخطأ يساوي بطولة بأكملها. هذا الأمر ينطبق أيضا على مدرب لخويا في مشواره الماضي في دوري أبطال آسيا، حيث أخفق في الوصول إلى اللقب الآسيوي رغم أنه أفضل من فرق كثيرة، ودفع ثمن اندفاعه الهجومي أمام فرق أقل منه قوة، وخسر في الوقت القاتل أكثر من مباراة وهو إن دل على شيء فإنما يدل على عدم استفادة بلماضي من الماضي. من حق مدرب لخويا الاندفاع بكل قوة والضغط على المنافس والهجوم بشراسة، لكن ليس من حقه إهمال الدفاع وترك مساحات وثغرات كبيرة في ملعبه يستغلها منافسوه في القضاء عليه بحجة أنه يملك هجوم قوي وأنه قادر على الفوز في أي لحظة. ومن حق بلماضي أن ينظر للمباراة بحساباته، لكن من حق فريقه عليه أن يضع الحسابات الأخرى في الاعتبار، فإذا سعى للفوز في الوقت الأصلي، فلا يجب أن يخسر كل شيء ولا يجب أن يخسر الفرصة الأخيرة وهي ركلات جزاء الترجيحية ما حدث أمام الجيش أمس الأول درس جديد بنفس الطريقة والأسلوب وبنفس الأخطاء، وربما جاء هذه المرة في وقته المناسب خاصة وهو مقبل على مواجهة حاسمة مع الجزيرة الإماراتي، وكفة لخويا هي الأرجح خاصة بعد أن فقد الجزيرة كل آماله رسمياً وفقد فرص التأهل إلى دور الـ 16، وهو ما يجب أن يحذر منه بلماضي حتى لا يخسر ولا يفقد كل شيء وعليه أن يخوض اللقاء بكل الحسابات وليس بحسابات الفوز فقط، فإن لم يحقق الفوز، فلا أقل من التعادل، خاصة أن المباراة الأخيرة في المجموعة على ملعبه وبين جماهيره. ولا يجب أن ينسى بلماضي أن الجزيرة فريق كبير واقترب من حسم لقب الدوري الإماراتي رغم خروجه المبكر من دوري أبطال آسيا، وهي ظروف أشبه بظروف الجيش الذي رشحه الجميع للخسارة بعد دمجه فإذا به ينتفض ويحقق فوزاً معنوياً ويقترب من اللقب للمرة الأخيرة في تاريخه.
مشاركة :