استمر الفلسطينيون في الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، مع دخول إضرابهم يومه السابع، وسط مخاوف من «انفجار الأوضاع»، ومحاولات إسرائيل لكسر الإضراب، بينما عاث المستوطنون خراباً في الضفة الغربية، فيما شيعت نابلس شهيداً كانت إسرائيل تحتجز جثمانه. ودعت حركة فتح إلى إسناد إضراب الأسرى، وأعلنت يوم الخميس المقبل إضراباً شاملاً، والجمعة يوم غضب للاشتباك مع المحتل في نقاط التماس كافة .وقال مسؤول رفيع في الاستخبارات الفلسطينية «تقديراتنا تفيد بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة، خصوصاً في حال استمرار الإضراب، وبدء نقل المضربين إلى المستشفيات». وأضاف أن «الفلسطينيين يعلنون عن تضامنهم بشكل مسيرات أو من خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، غير أن الأمور لن تبقى على حالها إذا استمر الإضراب». وتابع أن السلطة الفلسطينية أبلغت الجانب الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي وكافة الجهات الدولية، بتخوفاتها من «انفجار الأوضاع»، في حال لم يتم حل مطالب المعتقلين. ويقول المحلل السياسي جهاد حرب «في حال استمرار الإضراب لفترة أطول وارتفاع المخاطر الصحية على بعض الأسرى المضربين، وخصوصاً القيادات، فإن الأمور قد تنفجر بشكل مواجهات مع جيش الاحتلال عند مناطق التماس». ويضيف أن «ما يسهم في ازدياد التوتر، أن غالبية المضربين من حركة فتح، وبالتالي، فإن أي تطور سيدفع أنصار الحركة الأكثر انفعالية إلى التصعيد». ونقل الوزير الأسبق لشؤون الأسرى، وصفي قبها، رسالة من الأسير مروان البرغوثي الذي يقود الإضراب، أخرجها معه لدى الإفراج عنه الخميس الماضي، بعد 10 أعوام في السجن، تؤكد أن «الإضراب جماعي من مختلف الفصائل، وهدفه مطلبي وليس سياسياً». وأقدمت سلطات الاحتلال على نقل مجموعة من الأسرى من قيادة الجبهة الشعبية في السجون والقابعين في سجني «جلبوع» و«هداريم»، بهدف كسر عزيمة الأسرى، وتشتيت قيادة الحركة الأسيرة، ومنع وحدة الموقف أو تطور حالة الإضراب وتوسع رقعتها، بحسب مركز «حنظلة» للأسرى والمحررين. وتظاهر الآلاف من الفلسطينيين أمس، دعماً للأسرى، إذ خرجت مسيرات في مدن الضفة وقطاع غزة تضامناً مع المعتقلين. وردد المتظاهرون شعارات تدعو لأوسع حملة تضامن، ورفعوا علم فلسطين ولافتات تؤكد ضرورة الوحدة لمساندة القضايا العادلة للأسرى. في سياق آخر، هاجم عشرات المستوطنين الإرهابيين، منازل الفلسطينيين في عوريف وحوارة جنوبي نابلس شمالي الضفة، واعتدوا على الأهالي وحطموا نوافذ المنازل. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة، إن ما يقارب 100 مستوطن من مستوطنة «ايتسهار»، هاجوا المنطقة الشرقية من قرية عوريف، وحطموا نوافذ منزل المواطن منير النوري. كما هاجم آخرون بلدة حوارة واعتدوا على مسنة وأصابوها بجروح. واعتقلت قوة من جيش الاحتلال، فتيين فلسطينيين قرب مستوطنة «عصيون» جنوبي بيت لحم في الضفة. وشيعت جماهير واسعة من أبناء محافظة نابلس، جثمان الشهيد أحمد غزال (17 عاماً). وكانت قوات الاحتلال أفرجت عن جثمان غزال، أول من أمس، بعد احتجازه منذ الأول من الشهر الحالي، بعد تنفيذه عملية طعن في القدس.
مشاركة :