أين سنكون بعد ١٠ سنوات من الآن؟! هل تظنون أن وزير التخطيط أو غيره من التنفيذيين يملك إجابة غير تلك الإجابة المتكررة التي تخرج من الأدراج عند كل احتفالية باليوم الوطني: أن المستقبل واعد ويبشر بالخير؟! هل يملكون أسسا علمية لاستنتاج مثل هذه الرؤية ؟! يفترض أنهم يملكون! لكن لو عدنا إلى الماضي لوجدنا أننا سمعنا هذه العبارة كثيرا، فلو كانوا يدركون حقيقة مثل هذه الرؤية لما كنا نعاني اليوم من جني الماضي أو نقلق من غرس المستقبل ! سأسألهم وقد قالوا لنا بالأمس إن المستقبل واعد ويبشر بالخير، لماذا إذن تحدث وتتكرر كوارث السيول؟! ولماذا تعاني الخدمات الصحية من العجز عن مواكبة الحاجة السكانية؟! ولماذا تبدو السياسة التعليمية عاجزة عن تلبية متطلبات سوق العمل؟! ولماذا تعاني البنية التحتية من التآكل والوهن وتبدو مشكلات الأحياء الجديدة مستنسخة من مشكلات الأحياء القديمة وكأن لا أحد يستفيد من دروس الماضي أو يستوعب حاجات المستقبل ؟! ما هي الضمانة التي تقدمونها لنثق بالمستقبل الواعد الذي تعدون به والخير الذي تبشرون به ؟! للأسف الحقيقة أن المسؤولين عندنا ثلاث أصناف: صنف مخلص راغب بالعمل الجاد وتحقيق النجاح وهذا يصطدم بالمعوقات التي تجعل الوضع في حالة تعثر، وصنف عاجز لا يملك أي قدرات للقيام بالمسؤوليات كل طموحه أن يحمل لقب المعالي ويستمر بالعالي وهو ما يجعل الوضع محلك سر، وصنف خاذل للثقة والأمانة يتخذ من المسؤولية سلما للصعود على حساب الوطن ! باختصار.. المستقبل لا يبنى بالأمنيات والكلمات، بل بعمل يقوم به رجال ونساء يحملون المسؤوليات ولا تحملهم !
مشاركة :