أعربت صناعة اللحوم البريطانية وزعماء دينيون عن استغرابهم من موجة انتقادات للذبح الحلال، وأشاروا إلى أنه من الناحية الفنية ليس هناك فرق بين ذبح الحيوانات بحسب الأساليب السائدة وتلك المستخدمة لإنتاج معظم اللحم الحلال. ووجهت صحف الإثارة الشعبية اتهامات "بممارسات غير نظيفة" وتحدثت عن "أسرار الحلال" في محال السوبر ماركت والمطاعم، مشتكية من أنهم "يدسون" اللحم الحلال للمستهلكين. نيك كليج، نائب رئيس الوزراء، طلب من منتجي المواد الغذائية والباعة إعطاء مزيد من المعلومات وقال: "من المفهوم تماماً أن المستهلكين يريدون أن يعرفوا المزيد والمزيد عن كيفية وصول المواد الغذائية إلى أطباقهم". لكن صناعة اللحوم اشتكت مما اعتبرته "الطريقة المؤذية" للذبح الحلال، ولفتت النظر إلى أن البحوث من وكالة المعايير الغذائية تظهر أن 97 في المائة من الأبقار، و90 في المائة من الخراف، و96 في المائة من الدواجن يتم صعقها قبل الذبح. وقالت إبلكس، منظمة منتجي لحوم البقر والأغنام الإنجليزية: "لم يكن هناك اختلاف فني بين طريقة الذبح القياسية البريطانية – صعق الحيوانات ثم حز أعناقها لتنزف منها – وبين تلك الطريقة التي تستخدم في معظم الذبح الحلال. وكان الاختلاف الرئيس في الذبح الحلال أن "التسمية" قبل الذبح كان يجب أن تقال من قبل مسلم ممارس أثناء الذبح. وقالت إبلكس: "الحلال لا يعني عدم صعق الحيوان في حد ذاته. بغض النظر عنما تصرح به بعض عناوين الصحف على العامة، فإنه من الضروري التحرك خطوة إلى الوراء وإلقاء نظرة على الحقائق". وأوضح ستيفن روسايدز، مدير جمعية شركات معالجة اللحوم البريطانية "ما يقتل الحيوان هو القيام بقطع الشرايين الحيوية فيها. إنها لا تموت من عملية الصعق". ورفضت شركات السوبر ماركت والمطاعم اتهامات بأنها تسمح بقتل الحيوانات بطرق قاسية. وقد تم ذبح غالبية اللحم والدجاج الحلال وفقاً لمعايير الرفق بالحيوان نفسها المستخدمة في اللحوم الأخرى. وقال اتحاد التجزئة البريطاني، الذي يمثل معظم محال البقالة التي تباع في المملكة المتحدة: "جميع لحوم العلامات التجارية الموجودة في محال السوبر ماركت الكبرى في المملكة المتحدة هي عبارة عن لحوم حيوانات تم صعقها قبل أن تذبح". وقالت سلسلة محال بيزا إكسبرس: إن الدجاج الذي يقدم في مطاعمها وتمت الموافقة عليه بأنه حلال كان قد تم صعقه قبل أن يتم ذبحه. وتعمل المملكة المتحدة وفقاً لقواعد الاتحاد الأوروبي التي تتطلب عادة صعق الحيوان قبل ذبحه، لكن القواعد فيها بند اختياري للتقيد بأحكام الشعائر الدينية. وتنقسم الجماعات الإسلامية بشأن ما اذا كان مسموحاً من الناحية الدينية صعق الحيوان قبل ذبحه، على الرغم من أن الغالبية العظمى من اللحم الحلال المتوافر تم فيه صعق الحيوان: 81 في المائة من الأغنام والماعز و88 في المائة من الدواجن، وفقاً لأحدث تقرير لوكالة المعايير الغذائية. ولا تسمح أحكام الذبح عند اليهود بصعق الحيوان بالطريقة الميكانيكية أو الكهربائية قبل الذبح، لكن المؤيدين يجادلون بأن حز الرقبة المستخدم في أحكام اليهود بشكل فوري يجعل الحيوان فاقداً للوعي بسبب توقف وصول الدم إلى الدماغ. لكن جون بلاكويل، الرئيس المنتخب للجمعية البيطرية البريطانية، قال إنه يعارض بند اختيار التقيد بأحكام الشعائر الدينية، ودعا إلى أن يتم صعق جميع الحيوانات التي تدخل في السلسلة الغذائية. وكان قد تم تأييده من قبل جماعات الرفق بالحيوان الأخرى، بما في ذلك جمعية الرفق بذبح الحيوان. وقالت الرابطة البريطانية للطب البيطري: "ليس لدينا أي اعتراض على اللحم الحلال". وأضافت: "المسألة برمتها تدور حول عملية صعق الحيوان قبل الذبح". ودعت مجموعة فيفا للأغذية النباتية إلى وضع علامات تبين للمستهلكين ما إذا كانت اللحوم المباعة قد تم صعقها قبل الذبح أم لا. ورفضت وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية فكرة إلزامية استخدام عملية الصعق على الرغم من أنها تفضل أن تكون الحيوانات فاقدة للوعي عند الذبح، وقالت: "نحن نحترم حقوق المجتمعات اليهودية والمسلمة في أكل اللحوم وفقاً لمعتقداتهم. ولا يوجد لدى الحكومة أية نية لحظر الذبح وفقاً للأحكام الدينية". وقال المتحدث باسم داوننغ ستريت: إن ديفيد كاميرون لا يعتقد أن الحكومة بحاجة إلى التدخل بشأن وضع علامات على منتجات الحلال وتلك المتوافقة مع الشريعة اليهودية، "فنظرة رئيس الوزراء هي أن النهج المتبع لدينا حالياً هو تماماً النهج الصحيح". أو كما كتب زعيم يهودي وزعيم مسلم في رسالة مشتركة نشرت في صحيفة "ديلي تلغراف": "إذا تربت دجاجتان في الظروف نفسها تماماً ويتم صعق كلاهما بالكهرباء حتى اللاوعي، وبعد ذلك تذهب إحداهما إلى الآلة الهائلة التي تسمطها بالماء الحار لنزع الريش وفصل رأسها، في حين تذهب الأخرى إلى المسلم الذي يقوم بتلاوة الدعاء، لماذا يكون النقاد راضين تماماً عن الأول بينما يحتجون بقوة حول هذا الأخير؟". حسابات المسالخ 4 في المائة نسبة جميع الحيوانات التي تم ذبحها بالطرق الحلال. 3 في المائة نسبة جميع الحيوانات التي لم تصعق قبل الذبح. 50 في المائة نسبة جميع الخراف والماعز التي ذبحت وفقاً للطرق الحلال. 10 في المائة نسبة الخراف والماعز التي لم تصعق قبل الذبح. 30 في المائة نسبة الدجاج الذي ذبح بطرق الحلال. 4 في المائة نسبة الدجاج الذي لم يصعق قبل الذبح.
مشاركة :