أنا أفكر إذا أنا موجود!!

  • 4/24/2017
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

هذا ما نتمناه أن يطبق في مدارسنا، نزولا لأمر الله تعالى حيث قال: (وسخر لكُم ما فِي السماواتِ وما فِي الأرضِ جمِيعا مِنهُ إِن فِي ذٰلِك لآياتٍ لِقومٍ يتفكرُون) يتفكرون في آيات الله وأدلته فيعتبرون. فالتفكير فريضة قبل أن يكون سلوكا، والذي لا يفكر هو شخص لم يستفد مما وهبه الله من عقل يميزه عن سائر مخلوقاته. كل الأحداث المنحرفة التي تحدث في العالم ما هي إلا نتيجة ضياع عن التفكير الصحيح، تحدث بدون تفكير. ولما كان التفكير هو مجمل الأشكال والعمليات الذهنية التي يؤديها عقل الإنسان، أو بتعبير آخر، هو عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول إلى المطلوب وبتعبير آخر أدق، هو حركة العقل بين المعلوم والمجهول، لذا أرجو من جميع مؤسسات التعليم الحرص على تربية التفكير، التي هي أساسًا فريضة إسلامية قبل أن تكون أسلوبًا للتعليم. أشدد مع الشكر على هذه الطريقة في التعليم لتنمية مهارات شخصية الطلبة وقدراتهم الفكرية وأنواع ذكائهم، فهي مفاتيح الإنجاز والنجاح في حياتهم للحاضر والمستقبل. أتمنى أن يكون تطوير التفكير عند أبنائنا تطويرًا مبدعًا بكل خصائص الإبداع منذ بداية مراحلهم التعليمية وبشكل مستمر. أذكر منه هذه الخصائص: التميز في التفكير، والندرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار، والقدرة على إنتاج أفكار عديدة لفظية وأدائية، وسرعة تفكير الفرد في إعطاء الكلمات وتوليدها في نسق جديد، وطلاقة الأفكار، والمرونة. المهم أن نجعلهم مبدعين، ونأمل تعاون الأسرة وكل مؤسسات التعليم، والمجتمع بجميع تخصصاته لصالح الأبناء. نحن في عصر متسارع في التطور يسابق الريح، التكنولوجيا الحضارية ووسائل الاتصال الحديثة أحدثت طفرة حضارية في شتى المجالات، بالكاد العقل المتطور يستطيع اللحاق بها فما بال غيره. لا نريد طريقة تعليم تعتمد على التلقين، وحشو أدمغة الطلبة بالمعلومات تحول عقولهم لأجهزة مفرغة تستقبل وترسل، ولا يبقى في الذاكرة أي أثر لمعلومة. الأساليب التربوية غير المقيدة تعطي الطالب فرصًا للتفكير الحر. الطالب الذي يناقش، ويحاور ويحل مسائل بطريقة غير الطرق التي في الكتاب وتكون النتيجة صوابا، مبدع، يحتاج لتنمية إبداعاته، ليشعر بوجوده «أنا أفكر إذا أنا موجود» ثروة الأمة عقول أبنائها، والأمل في الله ثم في وزارة التعليم مشكورة كبير وفي كل منسوبيها، وفي الأسر والمجتمع.

مشاركة :