السعودية تضخ دماء الشباب في قيادة دفة البلاد وترسم ملامح المستقبل

  • 4/24/2017
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

< يذكرنا الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال إصداره الأوامر الملكية لتمكين الشباب من تسلم المناصب القيادية في الدولة، بقرار والده الملك عبدالعزيز، حينما أسند العمل السياسي إلى ابنه الملك فيصل في ريعان شبابه لتمثيله في لندن، فقابل الملك وأقام فيها شهرين، وتعرف على إمبراطورية انتصرت في الحرب العالمية الأولى. وتشير الحادثة إلى أن السياسة السعودية منذ تأسيسها، وهي تعزز حضور الشبان في المناصب القيادية، لتأكيد استمرارية الرؤية السعودية للتطوير، وفق المراحل الراهنة، بعيداً عن الاحتفاظ بالمناصب لكبار السن، الذين قد لا يقدمون ما يمكن تقديمه أكثر مما مضى، كما تحرص الدولة السعودية على وجود أصحاب الخبرة من كبار السن بصفة مستشارين وداعمين للشباب، للتأهيل والتطوير والتدريب، والتمكين للحفاظ على سياسة الدولة المستقبلية. وشملت الأوامر الملكية تعيين ثمانية نواب لأمراء المناطق في المملكة تراوح أعمارهم بين ٣٠ و٤٥ عاماً من الشباب، لتؤكد بذلك عزم السعودية على تقديم الشباب لإدارة مفاصل الدولة توافقاً مع تطلعات الشعب السعودي، الذي يشكل الشبان منه نسبة عالية من الجنسين، وبذلك فإن الملك سلمان يستشعر، من خلال هذه النقلة النوعية، أهمية أن يقوم الشبان بإدارة دفة الدولة، التي بدأت ترسيخ ملامح هذه المرحلة منذ أن تم تعيين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يدير أحد أهم الملفات الاقتصادية والتنموية إضافة إلى وزارة الدفاع. وحملت الأوامر الملكية المتتالية في جعبتها الإصرار والتحدي، والقدرة على تجاوز كل المراحل، واتخاذ الإجراءات التي لم تكن تتخذ من قبل، وتفعيل كل الأوامر والمراسيم الملكية التي تضمن استمرارية قوة النظام السعودي، مع الاحتفاظ بالقواعد الجوهرية للحكم السعودي، إذ بين الأمين العام لمجلس الشورى سابقاً الدكتور محمد آل عمرو، أن السعودية رسمت منذ اليوم الأول الذي تأسست فيه قدرتها على الاستمرار، ووجود نظام ذي رؤية شاملة لاستمرار الحكم، مع الاحتفاظ بالمبادئ والقيم بوجود أهل الحل والربط. وجاءت الأوامر الملكية بتعيين عدد من الأمراء الشبان في مناصب نواب أمراء المناطق. وأشار عضو مجلس الشورى عبدالعزيز بن سعود المتحمي، أن الرؤية السديدة لدى الملك سلمان دفعت بالشبان القادرين والمتمكنين من خدمة وطنهم إلى المنصات القيادية، وقال: «وبذلك فإن السعودية ترسم مرحلة جديدة بأنامل أبنائها وشبابها الذين يملكون قدرات علمية ومعرفية رائدة، ووفقاً للمرحلة الزمنية الراهنة ولا سيما أن العالم اليوم يتسابق اقتصادياً ومعرفياً، لذا فإن المملكة ومنذ تولي الملك سلمان تعمل جاهدة على تخطي كل العقبات وتذليل كل الصعاب من أجل التوافق مع التطور العالمي وتطوير البنى الاقتصادية، واستثمار الطاقات الشبابية الذين هم نتاج مرحلة سابقة في التعليم والتطوير والتدريب، ولذا كان من الأفضل أن تتخذ القيادة السعودية هذا المنهج في هذه المرحلة، نحن في مرحلة تبحث عن الكفاءة ولا سيما أن الشباب الذين تقلدوا هذه المناصب القيادية يمتلكون سيراً ذاتية تؤهلهم لتحقيق تطلعات الدولة». وأكد المتحمي أهمية التعاطي مع هذه المرحلة بشيء من الجدية والثبات وتحقيق الأهداف المرسومة ضمن الرؤية السعودية الحديثة كافة، وقال: «وأنا أجد أن المملكة اليوم حققت نسبة كبيرة من النجاح في هذه الرؤية، المتمثلة في القرارات الشجاعة والجريئة التي مكنت استثمار الطاقات المعرفية في تحديد مسار هذه الرؤية». من جهة أخرى، أكد الأمين العام لمجلس شباب منطقة عسير وعضو مجلس الشباب العربي عادل آل عمر، أن المعروف عن الملك سلمان بن عبدالعزيز هو تطوير الشبان القادة منذ أن كان أميراً للرياض، ولا سيما أن مدارس الرياض كانت في وقت سابق تؤسس لمرحلة مقبلة من خلال إنشاء مركز القادة الذي يعمل على تأهيل الشباب منذ المراحل المتقدمة على التميز في الجانب القيادي وفي كل المراحل، مضيفاً: «وبالتالي هذه الأوامر الملكية غير مستغربة، كون النظرة المستقبلية لدى القيادة السعودية تؤكد مدى أهمية تفعيل مثل هذه القرارات لتكوين شباب قادر على إدارة العمل السياسي والاقتصادي والتنموي». وأشار آل عمر على أن ما نسبته ٧٠ في المئة من القيادات والمناصب الإدارية في السعودية، بما في ذلك الإدارات الحكومية، من فئة الشباب ما بين ٣٠ إلى ٤٠ عاماً، مما يشير إلى التوجه الحقيقي لدى السعودية في تأهيل الشباب واستثمارهم في القطاعات الحكومية كافة.

مشاركة :