وسط إقبال جماهيري كبير من الزوار وطلاب المدارس تواصلت فعاليات جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/،والتي بدأت امس الاحد وتستمر حتى 28 أبريل الحالي، تحت شعار "تَجَمَّلَ الشعرُ بخير البشر". وعرف اليوم الثاني، تصفيات المرحلة الأولى لجائزة كتارا لشاعر الرسول في فئة الشعر النبطي، بعد منافسة ندية وقوية لـ15 شاعرا تباروا في مدح خير البرية ، متخيِّرين صدق العبارة وجزالة اللفظ وقوة المعنى، لكن قانون المسابقة اقتضى تأهل 8 شعراء بعد مداولات لجنة التحكيم المكونة من حمد محسن النعيمي ومبارك عمر محمد العماري والدكتور عبد العزيز المسلم الخالدي. وجاءت أسماء المتأهلين الثمانية للمرحلة الثانية كالتالي الشاعر بريك هادي محمد حمد المري من قطر بقصيدة "الرحمة المهداة" ، وسعود نضاد قويعان المطيري من الكويت بقصيدة "البردة" ، وسعيد عبد الله القحطاني من السعودية بقصيدة "اليتيم"،و صالحة غاصب المخيبي من سلطنة عمان بقصيدة " النور السرمدي"، وعبد الله خالد سليمان بني خالد من البحرين بقصيدة " إمام البشرية"، و فايز سراحان الثبيتي من السعودية بقصيدة " تراتيل الفكر"، و محمد أحمد صالح الحربي من الكويت بقصيدة " حمامة سلام"، ومحمد عبد الهادي العتيبي من السعودية بقصيدة "مولد النور" . وبهذه المناسبة قال الشاعر والناقد حمد محسن النعيمي رئيس لجنة التحكيم إن هذه المسابقة من أفضل المسابقات التي تقدم بالوطن العربي والعالم الإسلامي، خاصة أنها في مدح سيد العالمين، مشيرا إلى أن إضافة فئة الشعر النبطي للجائزة إنجاز كبير يعزز قيمة هذا اللون الشعري الممتد عبر شبة الجزيرة العربية، والذي مجاميعه ودواوينه الشعرية بمنتج كبير في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم . وأشار النعيمي إلى أن مستوى الشعراء كان عاليا ومتقاربا جدا وأن الفروق كانت على مستوى الأداء الشعري، مما صعب مهمة انتقاء المتأهلين الثمانية. ومن جانبها، قالت الشاعرة العمانية صالحة غاصب المخيبي إن مشاركتها في هذه المسابقة الشعرية تختلف عن سائر المشاركات ، لأنها تمتدح خير البشر، الذي أرسل رحمة للعالمين، مشيرة إلى أنها سبقت أن شاركت العام الماضي بقصيدة " صوغ العسجد"، مما جعلها تعتزم المشاركة في هذه الدورة بعد استحداث فئة الشعر النبطي . وأوضحت الشاعرة المخيبي أن المنافسة كانت قوية، لوجود شعراء لهم وزنهم في الساحة الشعرية بالخليج العربي ، كما لهم حضورهم في إحراز ألقاب وجوائز مهمة في هذا الصنف الشعري. وأوضحت الشاعرة العمانية أنها سعيدة بفوز قصيدتها "النور السرمدي" التي حاولت فيها تصوير امتداد النور المحمدي في عالم الغيب والشهادة ،مستخدمة ألفاظا جزلة وقوية مع مراعاة الأوزان والنظام الموسيقي والمعايير التي تخضع لها القصيدة النبطية شكلا ومضمونا. ولفتت إلى أن التحكيم كان على أسس نقدية منهجية تختص بالقصيدة النبطية وأن التقييم كان بشفافية بعيدة عن التحيز. ومن جهته عبر الشاعر السعودي فايز سراحان الثبيتي عن سعادته بالتأهل للمرحلة الثانية وأن عزمه على الفوز باللقب وليس فقط المشاركة.مثنيا على نظام الجائزة وشروطها معتبرا أن اعتماد تقييم لجنة التحكيم فقط، دون اللجوء إلى تصويت الجمهور كما هو الشأن في بعض المسابقات الشعرية، يطبع هذه الجائزة بطابع المصداقية والشفافية والحياد، لأنها بذلك تركز على قيمة الشعر وجودة القصيدة وليس شهرة أو اسم الشاعر. وأضاف الثبيتي أنه شارك بقصيدة عنوانها"تراتيل الفكر"، استند فيها إلى رؤية متجددة في تناول موضوع مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، مبتعدا عن الأنماط التقليدية المتداولة في القصيدة المدحية النمطية، لافتا إلى أن اعتماد شرط 50 بيتا فما فوق، مكنه من الإلمام بالموضوع من كل جوانبه، لأن حجم القصيدة يعطي فكرة عن نفَس الشاعر وقدرته على المحافظة على مستواه الإبداعي على امتداد القصيدة. هذا وتتواصل بساحة الحكمة بالحي الثقافي فعاليات مهرجان حب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يشارك فيه نحو 20 مؤسسة ومركزا، منها: المركز الثقافي للطفولة، ومركز الفنون البصرية، ومركز قطر التطوعي، ومركز إبداع الفتاة، ومركز فتيات الدوحة، ومركز فتيات الخور، ومركز دريمة ، ومركز أدب الطفل، كما تشارك مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية /راف/، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، ومركز الشيخ عبدالله بن زايد آل محمود، ومؤسسة قطر الخيرية، بالإضافة إلى مجلس الشعر، وقناة الرسول، وغيرها من المراكز والجهات الثقافية والاجتماعية، التي تشارك بأجنحة، وفعاليات ثقافية ترفيهية، تشمل عروضاً، ومسابقات للأطفال، وورشاً للخط والرسم وفن الطباعة والتصوير الضوئي، كما تقدم بعض المؤسسات برامج توعوية واجتماعية ومحاضرات ومسابقات تثقيفية في السيرة النبوية، وورش عمل مختلفة، وقراءات من ديوان الشعر النبطي والفصيح، يقدمها ثلة من شعراء قطر، بالإضافة إلى 3 عروض مسرحية للأطفال يومياً، وفقرات للأناشيد الدينية والتربوية. وتتواصل فعاليات المهرجان يومياً من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهرا ، ومن الساعة الرابعة حتى الثامنة مساء، كما يشهد جامع كتارا طيلة أيام المهرجان دروساً بعد صلاة المغرب حول موضوع الرسول الإنسان. ويشار إلى أن المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ خصصت جوائز مميزة وضخمة للفائزين، توازي أهمية الحدث؛ إذ تصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 4 ملايين و200 ألف ريال قطري، وذلك في فئتي الشعر الفصيح والشعر النبطي، بمعدل ثلاث جوائز لكل فئة، إذ يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال قطري، فيما ينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 700 ألف ريال قطري، أما صاحب المركز الثالث فسيكون من نصيبه مبلغ 400 ألف ريال قطري.;
مشاركة :